تحتفل دول العالم بيوم البيئة العالمى، اليوم الأربعاء 5 يونيه من كل عام، وفى 2019، تم اختيار "مواجهة تلوث الهواء" ليكون شعار الاحتفال هذا العام، للحث على التفكير والبحث لإيجاد طرق تؤدى إلى خفض معدلات تلوث الهواء، من خلال تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة الضارة بكوكب الأرض، والتى تُفيد بدورها صحة الإنسان.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن تسعة من كل عشرة أشخاص يتنفسون هواء ملوثا، وأطلقت بدورها دعوة للجميع للانضمام إلى عمل تحدى "ارتداء القناع"، بوضع أقنعة على الوجه كرمز لإخبار دول العالم أننا نريد أن نتنفس هواء نظيفا، ودعت المشاهير والمؤثرين والمبدعين، للمشاركة فى ذلك التحدى، لحث الجميع على خفض نسب تلوث الهواء حول العالم، مشيرة إلى أن تلوث الهواء يُكلف الاقتصاد العالمى 5 تريليونات دولار سنويا من تكاليف الرعاية الاجتماعية، ويتوقع أن يؤدي تلوث طبقة الأوزون من مستوى الأرض إلى خفض المحاصيل الزراعية الأساسية بنسبة 26 % بحلول عام 2030.
وفى مصر، طبقت الحكومة أكثر من منظومة، لمواجهة تلوث الهواء، الأولى خاصة برصد نوع الهواء المحيط، وتضم 96 محطة لرصد الهواء على مستوى المحافظات من الإسكندرية وحتى أسوان، والثانية: لرصد الانبعاثات الصناعية، وهى شبكة غير موجودة فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وفقط فى بعض مناطق جنوب القارة الأوروبية، ومن خلالها تم ربط 61 شركة صناعية كبرى من الإسكندرية وحتى أسوان، وفى سيناء، على الشبكة، بواقع 254 مدخنة، من خلال تركيب أجهزة الرصد المستمر للانبعاثات على المداخن، ومن المنتظر أن يتم تغطية 100 منشأة بحلول 2030، وربط 500 مدخنة، أى أنه تم إنجاز حوالى 60% من هدف استراتيجية الحكومة فى ربط المنشأت، و50% من المداخن.
وتُعد مصر من الدول التى لم تتعد النسب المُحددة من منظمة الصحة العالمية، فيما يتعلق بابنعاثات 6 غازات رئيسية ملوثة للهواء، هذا بجانب أنها ليست منطقة صناعية كدولة مثل الصين، تؤهلها لتكون مصدر كبير لتلوث الهواء، فحتى الآن نسبة السيارات للسكان فى مصر لا تقارن بدول أخرى، فهناك 10 ملايين سيارة فى مصر، مقابل 100 مليون مواطن، مما يعنى أن واحد من كل 10 لديه سيارة، أما فى دولة مثل اليابان فلكل 7 أشخاص من 10 سيارة، وفى أمريكا والصين التى لا تقل لديهم عن اليابان، وبالتالى مصر ليست فى صدارة الدول الأكثر تلوثا.
كما تتجه مصر، خلال تلك الفترة إلى التوسع فى توفير خطوط نقل عام ذات جودة مرتفعة، وخطوط المترو فى القاهرة الكبرى، والتى ستساهم بشكل كبير فى انخفاض معدلات التلوث، بجانب تخفيض تكلفة استخدام البنزين، بجانب البدء فى تجربة تطبيق النقل المستدام والذى شهدته محافظة الإسكندرية، من خلال أتوبيس النقل العام الكهربائى، والذى من المتوقع التوسع فيه لتصل أعداده إلى 15 أتوبيس خلال فترة وجيزة، هذا إلى جانب ، 32 محطة خاصة برصد التلوث الضوضائى.
وتتعد أسباب تلوث الهواء حول العالم، من بينها: تلوث الهواء المنزلى، الناتج عن حرق الوقود الأحفورى والخشب للطبخ والتدفئة وإضاءة المنازل، والتى تتسبب فى حوالى 3.8 مليون حالة وفاة مبكرة، بالإضافة إلى محطات توليد الطاقة التى تعمل بالفحم، كما يُشكل قطاع النقل العالمى حوالى ربع انبعاثات ثانى أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة، مما تسبب فى 400 ألف حالة وفاة مبكرة، نتيجة تلوث الهواء الناجم عن وسائل النقل بانبعاثات الديزل.
وللزراعة أيضا دور فى تلوث الهواء، خاصة أن الثروة الحيوانية، تنتج الميثان والأمونيا، إلى جانب استمرار سياسات حرق النفايات الزراعية، بالإضافة إلى أنه على المستوى العالمى، يتم حرق 40% من النفايات فى المناطق المفتوحة، فى 166 دولة من أصل 193 دولة، بالإضافة إلى مجموعة من العوامل الطبيعية، مثل: الانفجارات البركانية والعواصف الترابية.