( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
صدق الله العظيم
حادث أليم استيقظ عليه المصريون أول أيام العيد لينتقص من فرحتهم و يصيب قلوبهم بغصة عميقة و يلقي بظلال شاسعة من الحزن لتحجب عنهم بهجة الإحتفال بالعيد.
فلم يكن هذا الحادث الغادر الأول من نوعه و لن يكون الأخير، حتي تنتهي معركتنا مع الإرهاب الذي يتربص بنا من كل اتجاه و نحن له بالمرصاد ، فقد أثبت هؤلاء القتلة المأجورين أنهم نمازج حية للخسة و الجبن و انعدام الشرف.
هؤلاء الذين لا يواجهون العدو كما يعتقدون وجهاً لوجه كما يفعل الرجال ، بل ينتهزون فرص المواسم و الأعياد للخروج من الجحور القذرة التي يختبئون بها مثل الجرزان و حسب التعليمات التي تملي عليهم و التوقيتات التي يحددها ممولي العملية لينقضوا علي أطهر و أشرف الرجال ممن أنجبت مصر فيطعنوهم بظهورهم دون مواجهة فيقتلوا منهم من يقتلوا و يسرعوا مهرولين للعودة إلي مخابئهم من جديد.
و برغم المفاجأة ، فقد دافع جنودنا الأبرار عن أراضيهم بدمائهم و حتي لفظوا آخر أنفاسهم ليفوز كل منهم بشرف الشهادة في سبيل الله و يقضي أول أيام عيده بجنات الفردوس الأعلي بصحبة النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.
أما عن معركة القضاء علي الإرهاب ، فقد قطعت بها مصر شوطاً كبيراً أربك خططهم وغير حساباتهم ليضعهم بحيرة من أمرهم،
فبعد ان اطمئن رعاة الإرهاب بالعالم أن الترتيبات قد أتت أُكُلها بمعظم دول المنطقة و استقرت العديد من التنظيمات الإرهابية ذات المسميات المصنوعة و تم توزيعها حسب الخطة الموضوعة و دعمها بكافة وسائل الدعم المادي من أموال لأسلحة تهبط من السماء بالطائرات و كأننا نري فيلم محكم ذو إنتاج ضخم اشتركت به عدة دول.
يا حسرة هؤلاء الذين كادت أن تنجح خططهم قبل أن يكتشفوا أن هناك حجر عثرة وهى مصر ستقف دائماً و أبداً دون تحقيق آمالهم.
فالحرب التي شنتها مصر علي ما تم تصديره لأراضيها من كم هائل من الإرهابيين خاصة بسيناء في عام واحد أسود عندما اقتنص الإخوان الحكم ، قد نجحت في تحجيمه و محاصرته و تضييق الخناق عليه حتي كاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
و لم يقتصر الأمر علي الحرب بالداخل فحسب ، فقد عادت مصر لوضعها الطبيعي و ريادتها و زعامتها لدول المنطقة فساندت و دعمت و ضمت الأشقاء العرب للحرب علي هذا الإرهاب الخسيس في ليبيا و سوريا و السودان إلي جانب الدعم المستمر من الإخوة بالإمارات و السعودية و غيرهم من دول الخليج.
فالقوة الضاربة لمصر تزداد يوماً بعد يوم كلما انضم أكبر عدد من دول المنطقة التي تعاني ما نعاني بعد أن أدرك الجميع أنه كما تعلمنا نظرياً و آن الأوان أن نعمل به و نُفّعله، فلا بديل عن أنه
في الإتحاد قوة.
رحم الله شهداء كمين بالعريش و أسكنهم فسيح جناته و أنزل برحمته الصبر و السكينة علي قلوب ذويهم.
و ما زالت الحرب علي الإرهاب مستمرة