الغضب أعمى، والتهور للحظة من الممكن أن يكون ثمنه سنين من عمرك بين جدران السجن، مهما كان معك الحق، لكن قد تصبح أنت المدان والحق ينقلب ضدك إذا فقدت ثوابك واندفعت وراء وساوس الشيطان وأوقعك فى شباكه وحولك إلى مجرم أثم سافكا للدماء.
بعد أن كان لديه حق أمام الجميع من أهل منطقته، فى لحظة واحدة تحول من مواطن عادى إلى مجرم قاتل سافك للدماء، وتكون هذه الواقعة هى نقطة التحول الفارقة فى حياته، فبعد أن كان يعود إلى منزله كل ليلة بعد عناء يوم طويل من العمل، أصبح من أصحاب السوابق ربيب السجون، أصبح يذهب إلى القسم فى كل ليلة بدلا من بيته للمراقبة، والسبب فى كل هذا " سرعة الغضب والاندفاع والتهور".
"الغلطة لحظة والندم سنين والسجن شر لابد منه، لو رجع بيا الزمن كنت هقتله تانى وتالت ومش ندمان لأنه شخص مستحقش الحياة، كان الحق معايا وسرعة غضبى وصلتنى للى أنا فيه دلوقتى، أنا مش عايز حاجة من الدنيا غير أن أعيش كويس "، بهذه الكلمات تحدث محمود فاروق عن تجربته مع رحلة السجن، ولحظة خروجه للحياة مرة آخرى.
وأضاف محمود، أنه بسبب خلافات الجيرة بينه وبين أحد جيرانه بمنطقة عزبة مكاوى بدائرة حدائق القبة، استل سلاح أبيض فى لحظة غضب، بعد أن استفزه جاره وظل يسخر منه بسبب ضائلة حجمه وجسده، وطعن بها المجنى عليه سقط على أثرها مفارقا الحياة، مضيفا أنه ظل واقفا فى مكان الحادث ولم يهرب وقام بتسليم نفسه لرجال الشرطة، موضحا أنه بعد ذلك تم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية اللازمة معه، حتى صدر حكم محكمة الجنايات عليه بالسجن المشدد لمدة 15 سنة، لافتا إلى أنه لم يكتفى بالمدة التى قضيت عليه، بل صدر ضده عدة أحكام آخرى أثناء فترة وجوده فى السجن، ليصل مجموع الفترة التى قضاها 17 سنة.
ويكمل السجين السابق حديثه، قائلا: "تجربة السجن كانت بجميع المقايس صعبة ومريرة، وتعلمت منها الكثير والكثير فى الحياة"، مضيفا أنه كان هناك إيجابيات أيضا تعلمها داخل السجن، موضحا أنه ينوى إكمال حياته دون مشاكل، كأى فرد فى المجتمع يعمل وينتج وينجب ذرية صالحة تفيد الوطن.
ويناشد محمود الحكومة المصرية بتوفير فرصة عمل له، ومساعدته على تجاوز محنته العصيبة، حتى يتمكن من تحقيق أحلامه التى تأخرت كثيرا بسبب سنين السجن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة