تفسير كلام الله.. ما قاله الإمام القرطبى فى "مالك يوم الدين".. 9 مسائل

الأحد، 09 يونيو 2019 12:00 م
تفسير كلام الله.. ما قاله الإمام القرطبى فى "مالك يوم الدين".. 9 مسائل قرآن كريم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل اليوم الوقوف مع كلام الإمام القرطبى فى تفسيره المعروف بـ "الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآى الفرقان" ونقرأ اليوم ما قاله فى تفسير سورة الفاتحة فى آية "مالك يوم الدين".

فى هذه الآية 9 مسائل هى:

الأولى 

قوله تعالى: (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قرأ محمد بن السميقع بنصب مالك، وفيه أربع لغات: مالك وملك وملك مخففة من ملك ومليك. 

الثانية

 اختلف العلماء أيما أبلغ: ملك أو مالك؟ والقراءتان مرويتان عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبى بكر وعمر. ذكرهما الترمذي، فقيل: (ملك) أعم وأبلغ من (مالِكِ) إذ كل ملك مالك، وليس كل مالك ملكا، ولان أمر الملك نافذ على المالك فى ملكه، حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك، قال أبو عبيدة والمبرد.
وقيل: (مالِكِ) أبلغ، لأنه يكون مالكا للناس وغيرهم، فالمالك أبلغ تصرفا وأعظم، إذ إليه إجراء قوانين الشرع، ثم عنده زيادة التملك.
وقال أبو حاتم: إن مالكا أبلغ فى مدح الخالق من (ملك)، و(ملك) أبلغ فى مدح المخلوقين من مالك، والفرق بينهما أن المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك وإذا كان الله تعالى مالكا كان ملكا، واختار هذا القول القاضى أبو بكر بن العربى وذكر ثلاثة أوجه:
الأول: أنك تضيفه إلى الخاص والعام، فتقول: مالك الدار والأرض والثوب، كما تقول: مالك الملوك.
الثانى: أنه يطلق على مالك القليل والكثير، وإذا تأملت هذين القولين وجدتهما واحدا. 
والثالث: أنك تقول: مالك الملك، ولا تقول: ملك الملك.

الثالثة:

لا يجوز أن يتسمى أحد بهذا الاسم ولا يدعى به إلا الله تعالى، روى البخارى ومسلم عن أبى هريرة قال، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوى السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض" وعنه أيضا عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الاملاك زاد مسلم لا مالك إلا الله عز وجل" قال سفيان: مثل: شاهان شاه.

 الرابعة:

 أما الوصف بمالك وملك فيجوز أن يوصف بهما من اتصف بمفهومهما، قال الله العظيم: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً).
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ناس من أمتى عرضوا على غزاة فى سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة».

الخامسة:

 إن قال قائل: كيف قال: (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ويوم الدين لم يوجد بعد، فكيف وصف نفسه بملك ما لم يوجده قيل له: اعلم أن مالكا اسم فاعل من ملك يملك، واسم الفاعل فى كلام العرب قد يضاف إلى ما بعده وهو بمعنى الفعل المستقبل ويكون ذلك عندهم كلاما سديدا معقولا صحيحا، كقولك: هذا ضارب زيد غدا، أى سيضرب زيدا. 

السادسة:

 إن وصف الله سبحانه بأنه ملك كان ذلك من صفات ذاته، وإن وصف بأنه مالك كان ذلك من صفات فعله.

السابعة: 

اليوم عبارة عن وقت طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس، فاستعير فيما بين مبتدأ القيامة إلى وقت استقرار أهل الدارين فيهما، وقد يطلق اليوم على الساعة منه، قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) وجمع يوم أيام، وأصله أيوام فأدغم، وربما عبروا عن الشدة باليوم، يقال: يوم أيوم، كما يقال: ليلة ليلاء. قال الراجز: نعم أخو الهيجاء فى اليوم اليمى وهو مقلوب منه، أخر الواو وقدم الميم ثم قلبت الواو ياء حيث صارت طرفا، كما قالوا: أدل فى جمع دلو.

الثامنة:

الدين: الجزاء على الأعمال والحساب بها، كذلك قال ابن عباس وابن مسعود وابن جريج وقتادة وغيرهم، وروى عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويدل عليه قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ) أى حسابهم. وقال: (الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) [غافر 17] و(الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وقال: (أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) أى مجزيون محاسبون.

التاسعة:

 قال ثعلب: دان الرجل إذا أطاع، ودان إذا عصى، ودان إذا عز، ودان إذا ذل، ودان إذا قهر، فهو من الأضداد. ويطلق الدين على العادة والشأن.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة