فى قرية جراجوس بمحافظ قنا، عقول منشغلة داخل القرية الريفية بصناعة التراث القديم، تعكس حياة وطبيعة القرية التى تحولت إلى العالمية، حتى أصبحت مزارا للسياح والأجانب بسبب شهرتها فى صناعة الخزف الذى يصنع من الطمى.
تاريخ قلعة صناعة الخزف يعود إلى أربعينات القرن الماضى، والذى صممه رائد الفنانين المعماريين حسن فتحى، وفى بداية الخمسينات أعاد الراهب الفرنسى "اسطفان ديفينفيلد" إحياء صناعة الخزف فى القرية مرة أخرى حتى توارثها الأجيال، وأصبحت مهنة يدوية يجدون فيها قوت يومهم، فضلًا عن اهتمام الدولة بتشجيع الحرف اليدوية، بدعم الحرفيين الصغار حتى يكتسبوا تلك الحرفة.
"اليوم السابع" تجولت داخل ورشة التصنيع والتى تم تشيدها من الطين الذى يعكس طبيعة المكان فالطمى يتناثر فى كل مكان، ودورة العمل بدأت تنشط عندما وجد عشرات الشباب طريقهم فى تعلم تلك الحرفة لتصبح أناملهم مصدرًا لأهم الصناعات التى تتميز بها القرية، وتخطو بها للعالمية لتصبح أحد أهم القرى فى العالم فى صناعة الخزف، وأصبحت مزارًا لكافة جامعات التربية النوعية وأقسام "النحت".
ورغم مرور الأعوام الطويلة، إلا أن طريقة التصنيع ما زالت تحتفظ بشكلها داخل معمل التصنيع، والذى تنخفض فيه درجة الحرارة نظرًا لتكوينه التصنيع التى يشكل بها الخزف من الطمى والفخار والطين الأسوانى الذى يتم جلبه من الجبال، ويدخل عدة مراحل يتم تخزينه فى مكان مخصص له داخل المصنع، ليمر بعد ذلك بمراحل التصنيع المختلفة لتشكيل المجسمات.
وقال إسحاق يوسف 55 عامًا، من أقدم الحرفيون فى قرية جراجوس، إن صناعة الخزف ستظل مهنة الأجداد، مضيفا أنه بعد جلب الطين يتم تخليطه بالماء، ثم يصب إلى حوضين كبيرين أمام برميل حتى يترسب الطين من أسفله وتطفو المياه والشوائب لأعلى فيتم إزالتها مرة بعد مرة، وبعد أن يمتلئ يترك لمدة كبيرة تصل إلى شهر أو أكثر حتى يجف الطين من المياه.
وأضاف يوسف: "نأخذ الطين بعد ذلك إلى الطبلية وهى عبارة عن آلة يوضع فيها الطين ثم يقوم بتحريك الحجر الموجود أسفلها مستخدمًا يديه فى الرسم وقدميه فى تحريك الحجر"، مؤكدًا أن الدولة بدأت تنظر إلى الصناعات اليدوية وبدأت فى دعمها لأنها صناعة الخزف فى جراجوس من أحد وأهم الصناعات اليدوية فى العالم.
فيما أكد عدد من الشباب الذين يتلقون تدريبات فى صناعة الخزف، على أن دعم الدولة للصناعات اليدوية شجعهم على تعلم حرفة ستساهم فى توفير فرصة عمل لهم فى المستقبل ونحن تعلمنا مراحل معينة فى صناعة الخزف، وهى تشكيل الطواجن والأشياء الصغيرة، ويتبقى مراحل أخرى وهى الأصعب دخول غرفة الأفران، حيث مرحلة الحرق غرفة نقش التماثيل طلاء القطع المشكلة وتجهيزها للحريق الثانى، حيث المرحلة النهائية لتخرج منها قطعة الخزف جاهزة للاستخدام والبيع.
واختتم الشباب حديثه الدولة ساهمت فى دعمنا لتعلم تلك الحرف، وبعد اجتياز كافة النرتحل سيكون فى سوق العمل أكثر من فنان بدوية قادر على صناعة الخزف ويكون قرية جراجوس رائدة فى تصدير الخزف لدول العالم، خاصة أن شهرة جراجوس أصبحت عالمية وتأتى وفود أجنبية من الأقصر لشراء الخزف ومشاهدة مراحل تصنيعه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة