منذ قديم وأنا أحب عزت أبو عوف، رحمه الله، وآراه أحد نجومى المفضلين، ليس لأنه يمثلنى أو يشبهنى أو يعبر عنى، لكن لأنه جميل ورائق وشفاف وشيك وذوق ويعكس صورة تليق برجل فنان.
دائما هناك شىء ما يقول لى إن عزت أبو عوف شخص مختلف، وأنه لم يدخل الفن لكونه مهنة تحقق عائدًا ماديا جيدا، لكنه فعل ذلك لكونه يحب الفن والموسيقى والغناء والتمثيل.
بالنسبة لى، أنتمى عزت أبو عوف جماليا إلى زمن مضى، زمن كان الرجل فيه يتأنق لأنه ذاهب للقاء حبيبته، يستعد لهذه المناسبة واضعا خطة رومانسية تبدأ بابتسامة ووردة وتنتهى بتمشية على كورنيش النيل والاستماع إلى أغنيات أجنبية رائجة.
لا أعرف على التحديد مدى قوة العلاقة بين عزت أبو عوف وأخواته البنات الذين شكلوا معا فريقا غنائيا فى سبعينيات القرن الماضى، لكننى أعرف الروح لجميلة التى كانت تطل منهم عندما يغنون معا، كانوا يقولون لنا ونحن صغار يمكن لكم مع اخوتكم أن نفعلوا شيئا مشتركا أبسطه أن تقرأوا كتابا وتتناقشوا حوله أو تستمعوا إلى أغنية وتعيدون غنائها بأصوات مرتفعة معا.
أنا حزين جدا لرحيل عزت أبو عوف، لأنه أشعرنى بأن الأيام تتفلت مخلفة لنا "فتحة الصدر" ورفع الأقدام فى وجوه من نحب.