تمر اليوم الذكرى الـ1054، على ميلاد العالم العربى الشهير الحسن ابن الهيثم، إذ ولد بمدينة البصرة جنوب العراق، فى 1 يوليو عام 965م، ورحل فى القاهرة فى 6 مارس عام 1040، وكان عمره حينها 74 عاما.
وابن الهيثم عالم موسوعى عربى مسلم قدم إسهامات كبيرة فى الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية والإدراك البصرى والعلوم بصفة عامة بتجاربه التي أجراها مستخدمًا المنهج العلمى، وله العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التى أكدها العلم الحديث.
وكان "ابن الهيثم" قد انتقل إلى القاهرة، حيث عاش معظم حياته، وهناك ذكر أنه بعلمه بالرياضيات يمكنه تنظيم فيضانات النيل، عندئذ، أمره الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله بتنفيذ أفكاره تلك، إلا أن ابن الهيثم صدم سريعاً باستحالة تنفيذ أفكاره، وعدل عنها، وخوفًا على حياته ادعى الجنون، ويعتقد كثيرون أن فكرة ابن الهيثم التى لم تتم كانت لها الفضل فيما بعد فى بناء السد العالى.
وبحسب كتاب "دليل الأوائل" للكاتب إبراهيم مرزوق، فإن أول من فكر فى بناء السد العالى فى مصر هو الحسن ابن الهيثم، وقال: إنه بالإمكان وضع سد يمكن به السيطرة على مياه النيل وقت الفيضان، وطلب منه الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله القيام بهذا العمل ولكن بعد الدراسات التى أجراها ابن الهيثم أدرك عدم وجود الإمكانات اللازمة فاعتذر عن القيام بهذه المهمة.
ويوضح كتاب "موسوعة المشاهير" للكاتب مجدى سيد عبد العزيز، أن الحاكم انتظر ابن الهيثم حتى يأتى إلى القاهرة أياما، وعندما جاء واستراح أياما أخرى من عناء السفر، طالبه بما قاله فى أمر النيل، وبالفعل سار ابن الهيثم ومعه جماعة من الصناع، وكأنهم بعثة هندسية بالمعنى المعروف حاليا، وهو على رأسها يتتبع مجرى النيل من القاهرة إلى جنوب أسوان، حتى وصل إلى مكان يقال له الجنادل "لعله الشلال" ولم يجده ابن الهيثم، كما بلغه من قبل، موضعا عاليا ينحدر منه النيل، فعاينه واختبره من جوانبه، وفكر وقدر، فلم يجد الأمر متفقا مع الفكرة الهندسية التى خطرت له فعاد إلى القاهرة، وهو فى أشد حالات الخجل والانخذال، واعتذر للحاكم.
وتظاهر الحاكم بقبول عذر ابن الهيثم، وولاه منصبا من مناصب الدولة، ولكن ابن الهيثم كان كارها لهذا المنصب، وكان بطبعه كارها للمناصب ففكر فى حيلة للتخلص منها دون أن يجلب عليه غضب الحاكم وهى إدعاء الجنون.