استوقفنى خبر غريب نشر قبلأيام فى بعض وسائل الإعلام مفاده أن مجموعة من أثرياء أمريكا ناشدوا الحكومة الأمريكية بزيادة فرض الضرائب عليهم بهدف تحسين صحة المواطنين ونشر العدالة الاجتماعية بين طبقات المجتمع الأمريكى والنهوض بالاقتصاد القومى رغم أنهم يقومون باقتطاع جزء من أرباحهم وثرواتهم وتوجيهها للأعمال والأنشطة الخيرية مشاركة منهم فى المساهمة المجتمعية.
وبالمقارنة بين أثرياء أمريكا وأثريائنا من رجال الأعمال والمشاهير سنجد أن هناك فرق شاسع مابين السماء والأرض إلا من رحم ربى، حيث عندنا يحاول معظم الأغنياء وأصحاب الأعمال التهرب من الضرائب وكأنها رجس من عمل الشيطان رغم أن نسبة الضرائب فىمصر على الدخل والأرباح لا تتعدى 20% أو أقل وفى المجتمع الأمريكى تصل إلىأكثر من 40% وتطالعنا الصحف يوميا بأن الفنان الفلاني والممثل العلاني قد تصالح مع الضرائب ودفع المستحق عليه مع الغرامة بعد أن ضبطته أجهزة مصلحة الضرائب يخفى جزءا من أرباح نشاطه وأن مستنداته غير صحيحة وخوفا من محاكمته أمام القضاء فيقوم بالتصالح وسداد المستحقات وهؤلاء الفنانين ورجال الأعمال يتشدقون ليل نهار فى وسائل الإعلام بالوطنية والتغنى بحب مصر ومنهم من يساهم فىإعلانات للتبرع.
والحقيقة أن هناك رجال أعمال محترمين يؤدون ماعليهم من مستحقات ضريبية مراعاة لله ولحق المجتمع ويقومون فى نفس الوقت بالإسهام فى الأعمال الخيرية والتبرع لدور العبادة ومعالجة المرضى ومساعدة المحتاجين والفقراء دون الإعلان عن هذه الأنشطة لاحتساب ثوابها عند الله دون نفاق أو رياء وليتذكر كل غنى وميسر أفاض الله عليه أنه لن يأخذ من ماله إلا ما انفقه من مأكل ومشرب وملبس وأن الموت يأتي بغته وسوف يترك أمواله لغيره ولو أراد أن يأخذ ماله معه أو يسبقه فليتصدق وينفق فى سبيل الله وهناك الكثيرون في هذه الأيام تحسبهم أغنياء من التعفف ولايسألون الحاجة لحيائهم والحفاظ على كرامتهم بالرغم من شدة احتياجهم فى هذه الظروف الاقتصادية الصعبة وأدعوا الله أن تمر هذه المرحلة وتنعم مصر بالخير والرخاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة