شهد الذهب خلال النصف الأول من العام الجارى تقلبات كثيرة، إلا أنه حقق رقم غير مسبوع، وصعد لأعلى مستوى له منذ 6 سنوات لتسجل الأوقية 1450 دولار، ثم عادت الأسعار للانخفاض مرة أخرى، وهنا نطرح تساؤلا أين تتجه أسعار الذهب فيما تبقى من 2019 ؟.
فى البداية، فإن الولايات المتحدة على موعد مع حسم سعر الفائدة خلال اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة بالمجلس يومي 30 و31 يوليو الجاري لمراجعة أسعار الفائدة، وهو ما يكون له مردود قوى على الأسواق العالمية، سواء برفع أو خفض الفائدة.
وتتزايد التوقعات بشأن اتجاه الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، وذلك بعد أن قال جيروم بأول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شهادته أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأمريكي إن المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية لم تتبدد خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقال جيروم بأول، إنه بالرغم من أن حكومة الولايات المتحدة أعلنت عن نمو قوي في الوظائف خلال يونيو، فإن البيانات الاقتصادية الرئيسية الأخرى ما زالت مخيبة للآمال"، وهو ما فسره بعض المحللين بأنه اتجاه نحو التسيير النقدى فى أمريكا.
وأكدت تصريحات باول ما جاء في محضر الاجتماع الأخير للجنة صناعة السياسات بالمجلس، إذ قال مسؤولو اللجنة إن خفض الفائدة قد يكون منطقيا في المدى القريب، إذا استمرت حالة عدم اليقين بالاقتصاد الأمريكي.
وفى هذا الإطار، أكد وصفى أمين واصف رئيس الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية، أن أى تحريك فى سعر الفائدة فى أمريكا سواء ارتفاعا أو انخفاضا يؤثر على أسعار الذهب عالميا وبالطبع محليًا، لافتا إلى أنه وفقا للتوقعات إذا خفض مجلس الاحتياطى الأمريكى لسعر الفائدة، فإن أسعار الذهب سترتفع بصورة ملحوظة نتيجة الاقبال على شراء المعدن النفيس كملاذ آمن.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن خفض الفائدة يعنى اتجاه المستثمرين نحو شراء الذهب، وهو ما سيؤدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ الفترة المتبقية من عام 2019، لافتا إلى أن تلميحات رئيس المجلس الفيدرالى الأمريكى قبل 3 أسابيع بشأن خفض محتمل للفائدة رفع الأسعار لتسجل أعلى معدلاتها فى 6 سنوات.
يشار إلى أن أسعار الذهب شهدت صعودا مستمرا منذ اجتماع مجلس الاحتياطى الفيدرالي الأمريكى النصف الثانى من شهر يونيو الماضى، ورغم تثبيت الفائدة عند معدل 2.25% و2.50%، لكن الإشارة إلى استعداد المجلس لخفض أسعار الفائدة فى المستقبل، انعكس على الأسواق العالمية بشكل ملحوظ وصعد المعدن النفيس على إثر هذه الوقائع.
ومنذ هذا التوقيت يشهد الدولار تراجع أمام العملات الرئيسية المنافسة، وكذلك تعرضه لأكبر خسارة أسبوعية في 4 أشهر في الأسبوع الثالث من يونيو 2019، كل هذا جاء نتيجة فتح البنك المركزي الأميركي الباب أمام احتمال خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل.
وأعلنت لجنة السوق المفتوح فى أمريكا، أنها ستواصل متابعة البيانات الاقتصادية الصادرة عن كثب فى ظل تزايد الشكوك حول النمو الاقتصادي، وأنها ستتخذ قرارات حسب الحاجة للحفاظ على مستويات النمو.
يشار إلى أن 9 أعضاء داخل أروقة المجلس الفيدرالى لصالح الإبقاء على الفائدة، بينما عارض رئيس البنك المركزى بمدينة "سانت لويس" "جيمس بولارد" القرار مفضلاً خفض الفائدة ربع نقطة.
وفى هذا الإطار توقع الدكتور ناجى فرج باقى عضو مجلس إدارة شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية زيادة سعر الذهب بنسبة 15% حتى نهاية العام الجارى، مستنداً إلى استمرار الحرب التجارية بين أمريكا والصين، وتهديدات بغلق مضيق هرمز فى الخليج، مضيفا أن الإقبال على الذهب خلال موسم الصيف يمكن تقييمه بالمتوسط، لذا تلجأ محلات الذهب إلى صناعة مشغولات خفيفة تصل إلى نصف الوزن حتى يناسب شراء كافة الشرائح.
وعن حجم مخزون الذهب فى مصر، قال "باقى" إن هناك بردية فرعونية تضم خريطة عن مناجم الذهب فى مصر بالإضافة إلى مناجم مكتشفة حديثاً مثل وادى العلاقى والصحراء الشرقية فى ذهب تصل إلى 120 موقعا بها كميات اقتصادية، أى تغطى أرباحها تكلفة استخراجها وتحقق عائدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة