رحلت الكاتبة الأمريكية ذات الأصول المصرية "لوسيت لينادو" عن الحياة، عن عمر يناهز الـ 63 عاما، وهى تنتمى لـ أسرة يهودية عاشت فى القاهرة، وفى سن السادسة من عمرها اضطرت عائلتها إلى الرحيل عن مصر والانتقال إلى أميركا، وقد كتبت "لولو" كما كان يناديها والدها رواية "الرجل ذو البدلة البيضاء الشركسكين"، وفيه وثقت يوثق حياة أسرتها اليهودية المصرية فى القاهرة بين أربعينيات وستينيات القرن العشرين، وتحكى فيه عن نشأة والديها فى القاهرة وذكريات طفولتها فى حى شبرا.
وتحكى الرواية عن المحبة التى ظلت تحت الجلد إلى القاهرة التى كانت، بالنسبة إلى العائلة، فردوساً حقيقياً، تقول (لازلت أتذكر عندما غادر أبى مصر فى ستينيات القرن الماضى، رغم مرور كل هذه السنوات، كيف كان يصرخ على ظهر المركب التى أقلعت من الإسكندرية مرددًا بالعامية المصرية (رجعونا مصر. . رجعونا مصر)، أعتقد أنه أدرك حينئذِ أن حياته وصلت إلى نهايتها، لابد أنه كان يعرف فى دخيلة نفسه أنه لن يكون قادرًا على أن يتواءم مع عالم ما بعد القاهرة.
الرواية سيرة ذاتية عن أسرة ليون، تلك الأسرة اليهودية والتى ترجع أصولها إلى حلب، وتعطى الكاتبة من خلال الحكاية عن أسرتها فكرة عامة عن حياة اليهود فى المجتمع المصرى فى أربعينات وخمسينات القرن الماضى، من خلال "ليون" رب الأسرة ووالدته وزوجته وأبنائهم الأربعة، ولذى كان رجلا متدينا يقيم الصلاة فى المعبد كل يوم وينغمس فى شهواته وحبه للقمار والنساء فى الليل، حتى بعد زواجه من إيديث تلك المرأة المتعلمة الجميلة.
فى الرواية اختارت "لوسيت لينادو" أن تكون سيرتها الذاتية صادقة لأقصى درجة لذا لم تخجل من الحديث عن نزوات والدها، وعن الحياة السطحية بين والدها ووالدتها، وعن غش والدها حينما كان يبيع ربطات العنق فى نيويورك على أنها أصلية من باريس ومن الحرير الطبيعى.