تابعت ما فعله الكثيرون على صفحاتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، عندما استخدموا تطبيق فيس آب الذى ينتقل بملامحهم إلى زمن الشيخوخة، ورغم أنه يبدو أمرا بسيطا لكنه فى الحقيقة أكثر تعقيدا.
فى البداية علىّ أن أعترف بذكاء من فكر فى هذا التطبيق، رغم أنه أثار غضب آخرين، وأثار استخفاف كثيرين، والذكاء الذى أشير إليه يكمن فى أنه لعب على وتر مهم فى حياة الناس وهو كراهية الموت.
فى رأيى لم يعجب الناس بالتجاعيد التى ملأت ملامحهم، ولا حتى لكونهم صاروا يشبهون آباءهم وأمهاتهم، ولا حتى بالشعر الأبيض والعيون المجهدة المستسلمة، لكنهم فرحوا لأنهم نجوا من الموت طوال هذه السنوات، اعتبروها أمنية سوف تتحقق بأن تطول أعمارهم إلى أن يروا أنفسهم فى هذا العمر المتقدم.
يستنكر البعض، وهم أصحاب وجهة نظر، أنهم استيقظوا فوجدوا الفيس دار مسنين، وأن هذا التطبيق تحول إلى "تريند" فى ساعات معدودة، وحدث ذلك فعلا وفى عدد محدود من الساعات لأن هناك رغبة عارمة فى تمنى الحياة أكثر من رغبة فى معرفة هيئتنا فى زمن الشيخوخة، بمعنى أن الذين استخدموا التطبيق كانوا سيسعدون بأى صورة ينتجها هذا الفيس آب، حتى لو لم تعجبهم الملامح، لأن السعادة قادمة من عبورهم برزخ الشباب سالمين وصولا إلى الشيخوخة مطمئنين بأن عيونهم لا تزال قادرة على النظر إلى الكاميرا.