محمود عبدالراضى

مذبحة الفيوم.. بأى ذنب قتلوا

الإثنين، 15 يوليو 2019 06:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مذبحة أسرية جديدة شهدتها محافظة الفيوم، لتضاف للمذابح الأسرية السابقة، ما بين مذبحة فى الرحاب، وقتل مواطن لطفليه بالدقهلية، وتخلص أب من أسرته فى النيل، وغيرها من الجرائم الأسرية التى يدفع فيها الأبناء فاتورة أخطاء الآباء.
 
المذبحة الجديدة التى ارتكبها أب بالفيوم كانت الأكثر قسوة، بعدما تحول المعلم ومربى الأجيال لتاجر آثار، يحاول البحث عن المال بشتى الطرق، رواده شيطانه فى الانحدار نحو الجريمة، بعدما تعرف على أصدقاء السوء، وسرح بخياله حالماً بالثراء، لكن تبخرت أحلامه على أرض الواقع، عندما دبت خلافات بينه وشركائه، لتكون أسرته فى مرمى التهديد.
 
تهديدات من الخصوم للمدرس البالغ من العمر 38 سنة بالتعدى على زوجته وبناته ثم قتلهم، جعلت الخوف يتسلل لقلبه، فجلس مع شيطانه يفكر فى الخروج من هذا المأزق، ليخرج من جريمة لجريمة أخرى عندما قرر قتل زوجته وأولاده الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين عام ونصف و11 عاما.
 
المدرس الذى أعمى المال بصره وقلبه وعطل عقله، جلس يرسم سيناريو الجريمة، حيث اشترى ساطوراً، وعندما أرخى الليل ستائره وخلدت الزوجة والأولاد للنوم، هاجمهم بالساطور وقتلهم جميعاً، فى مشهد قاسى وصعب، لتصعد أرواح الأطفال الأبرياء لبارئها تعلن القسوة وجبروت الأب، الذى أعلى ثقافة الطمع، وزج بأبنائه وزوجته فى القبر، قبل أن يلحق بهما، حيث يواجه عقوبة الإعدام وفقاً للقانون.
 
بأى ذنب قُتل هؤلاء الأطفال، وغيرهم من الصغار الأبرياء الذين يقتلون ما بين الحين والآخر، بسبب طمع الآباء تارة، وبسبب مشاكل الوالدين تارة أخرى، ليصبح الأبناء دوماً فى مرمى جرائم الآباء.
 
لا أدرى، كيف تحول الآباء لمجرمين يقتلون ويفتكون بفلذات الأكباد!، وكيف هان الدم، وباتت الجريمة أمراً سهلاً فنقتل أقرب الأشخاص إلينا!، كيف نتخلص من جزء منا بسهولة، ونقدم أطفال صغار فى عمر الزهور للقبور!، فلماذا أنجبناهم من البداية طالما نحن غير مؤهلين للحفاظ على هذه الأمانة وحماية هذه الأرواح!، وكيف أصاب الوهن والضعف بيوتنا الآمنة الهادئة، التى تحولت مسارح للجريمة!.
 
أعتقد أن الأمر برمته يحتاج لضمير، ضمير الأب الذى يدفعه للحفاظ على أسرته وأطفاله، ولا يقدمهم قرباناً لأخطائه، ولا يجعلهم دوماً "فاتورة" لمشاكله، ويحتاج لتحرك عاجل من دور العبادة للتوعية بالحفاظ على النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، ودور توعوى من وسائل الإعلام بخطورة تكرار مثل هذه الجرائم، حتى لا تهدد أمننا الاجتماعى.
 
 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة