أظهرت دراسة حديثة نشرتها صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أن الشباب الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لديهم مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة، سواء كانوا يخفضون ضغط الدم أم لا.
وأكدت النتائج التي توصلت إليها جامعة كولومبيا، أن سن البلوغ هو فترة حرجة يكون فيها ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول ضارًا بشكل خاص، أشاد الخبراء بالبحث باعتباره "دعوة للاستيقاظ" للمجتمع الطبي.
قالت الدراسة الجديدة، أن أولئك الذين عانوا من ارتفاع في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، لديهم خطر أعلى للإصابة بأمراض القلب في وقت لاحق من العمر سواء تم السيطرة على تلك المستويات أم لا.
وأضاف التقرير، استخدم الباحثون أشخاص من 6 دراسات كبيرة، شارك فيها أكثر من 36 ألف شخص، لمعرفة مسارات عوامل الخطر بدءًا من سن 18 عامً.
وقال مؤلف الدراسة البروفيسور "أندرو موران"، من جامعة كولومبيا: "إن الحفاظ على المستويات المثلى لضغط الدم، والكولسترول المنخفض الكثافة (LDL) طوال فترة البلوغ من الشباب قد يؤدي إلى فوائد كبيرة في الوقاية من أمراض القلب، والأوعية الدموية.
وقال التقرير،" استخدام الشباب للرعاية الطبية المتنقلة، والالتزام بالمبادئ التوجيهية للصحة الوقائية هي الأقل في أي فئة عمرية.
وأوضح التقرير أنه لحساب المخاطر، استخدم الفريق هذه النماذج لتقدير مدى تأثيرارتفاع ضغط الدم والكولسترول خلال مرحلة البلوغ "من سن 18 إلى 39"، وفي مرحلة البلوغ اللاحقة "فوق سن 40"، على خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، وفشل القلب والسكتة الدماغية.
وأشار التقرير إلى أنه تم حساب معدلات التعرض لضغط الدم الانقباضي (SBP)، وضغط الدم الانبساطي (DBP)، والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) ومستويات التعرض للكولسترول في الدم للشباب والكبار، وعلى مدى فترة متابعة مدتها 17 عامًا، كان هناك 4.570 مصابا بمرض الشريان التاجي (CHD)، و 5.119 مصابا بقصور القلب، و 2.862 مصابا بالسكتة الدماغية ، موضحا انه كان متوسط القياسات جميعها للكولسترول، وضغط الدم الانبساطى، والانقباضى ، من سن البلوغ ترتبط بقوة في وقت لاحق في متوسط العمر، وفقا للنتائج التي نشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب.
وأضافت الصحيفة، لقد ارتبط ارتفاع الكولسترول " LDL "خلال مرحلة البلوغ مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 64 %، بغض النظر عن التعرض اللاحق للحياة فى المستقبل ، كما ارتبط ارتفاع ضغط الدم في سن البلوغ مع زيادة بنسبة 37 %، و 21% لخطر الإصابة بفشل القلب، على التوالي، كم أنها تنبأ بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وأكد التقرير بأنه يجب أن تكون النتائج بمثابة "دعوة للاستيقاظ" للمجتمع الطبي، للتعرف على فجوات الرعاية الوقائية التي يعاني منها البالغين الأصغر سناً، وفقًا لاثنين من أخصائيي القلب الذين لم يشاركوا في الدراسة، وهما الدكتورة جينيفر روبنسون وصموئيل جيدنج.
أوصى الباحثون بتنفيذ برامج وقائية تستهدف الأفراد البالغين من الشباب على شبكة الإنترنت، والهواتف المحمولة، وتفسير حقيقة أن الفئة العمرية قد يقلل من أهمية مخاطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل.
قال الدكتورة روبنسون وجيدنج: "لقد حان الوقت لإدراك أن التدخلات الوقائية تحدث متأخرة للغاية في الحياة، بحيث يكون لها تأثير كبير على العبء السكاني لأمراض القلب والأوعية الدموية، وتصلب الشرايين (ASCVD) وفشل القلب، مؤكدا أن التدخلات في أولئك الذين يعانون من تصلب الشرايين ، وتصلب الشرايين المتقدم، وضعف وظائف عضلة القلب، ومرض السكري أو القصور الكلوي هي دراسات علاج المرض، وليست الوقاية الحقيقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة