يوما بعد يوم، تزداد الفجوة بين الولايات المتحدة وتركيا بسب تعارض مواقف واشنطن وأنقرة ، حول عدد من القضايا، لكن صفقة منظومة الدفاع الصاروخى الروسية التى حصلت عليها تركيا تهدد بأثر لا يمكن مداواته فى العلاقة بين الطرفين.
وكانت وكالة بلومبرج الأمريكية قالت فى تقريرلها ، الأحد، إن فريق الرئيس دونالد ترامب ، توصل إلى حزمة عقوبات ضد تركيا بعد تلقيها أجزاء من منظمة دفاع صاروخى روسية، ويخطط فريق ترامب للإعلان عن العقوبات فى الأيام القادمة، بحسب ما ذكر أشخاص مطلعون على الأمر.
ولفتت الوكالة ، إلى أن الإدارة اختارت واحدة من ثلاث مجموعات من الإجراءات الموضوعة لإحداث درجات متفاوتة من الألم بموجب قانون مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات، وفقا للمصادر التى لم تحدد المجموعة التى تم اختيارها. وتحتاج الخطة إلى موافقة الرئيس ترامب.
وقال أحد المصادر للوكالة ، إن النية هى الإعلان عن العقوبات فى وقت لاحق هذا الأسبوع. وتريد الوكالة الانتظار حتى تمر ذكرى تحركات الجيش التركى ضد الرئيس أردوغان فى عام 2016 من أجل تجنب إشعال مزيد من التكهنات بأن الولايات المتحدة كانت مسئولة عن محاولة الانقلاب على الرئيس التركى كما يزعم أنصاره.
ويقول خبراء ومسئولون أمريكيون سابقون ، إن قرار تركيا تجاهل التحذيرات الأمريكية واستلام نظام الدفاع الجوى الصاروخى روسى الصنع ، يمكن أن يشير إلى تمزق دائم فى تحالف أنقرة مع واشنطن وسيختبر استعداد ترامب لمعاقبة أنثرة بالعقوبات.
وفى تحليل لشبكة NBC News، قالت إريك إيدلمن، السفير الأمريكى الأسبق فى تركيا ، إننا نتجه نحو أزمة كبرى فى العلاقات الأمريكية التركية، معربا عن عدم اعتقاده بان الأمور قد تتحسن فى اى وقت قريب.
وكانت تركيا قد استقبلت يوم الجمعة طائرات تحمل أجزاء من نظام إس 400 المضاد للصواريخ من روسيا على الرغم من أن المسئولين الأمريكيين أبلغوا حكومة أنقرة أنها لو مضت فى الصفقة فإنه لا يمكن أن تخسر حصولها على طائرات الشبح المقاتلة إف 35 التى طلبتها أنقرة، وربما تواجه عقوبات اقتصادية قاسية.
وأصر أردوغان، الذى كان على خلاف مع واشنطن حول سوريا وعدد من القضايا الأخرى على أنه من حق بلاده أن تشترى نظام الدفاع الجوى من روسيا برغم اعتراضات أمريكا والدول الأعضاء فى حلف الناتو.
ويخشى المسئولون الغربيون ، من أن المهندسين الروس الذين يقومون بتشغيل نظام إس 400 يمكن أن يتجسسوا على المقاتلات الأمريكية التى تحلق فوق القاعدة الجوية الأمريكية فى تركيا، لكنهم يرون المشروع أيضا كمحاولة من جانب موسكو لتقويض التحالف العابر للأطلنطى ، كما أن الرادار الروسى وصواريخ أرض جو لا تتوافق مع العتاد العسكرى للناتو، ولو قامت تركيا بنشر النظام الجديد، فلن يكون لديها شبكة دفاع جوى متسقة مع أعضاء الناتو الآخرين، وفقا لتقدير مسئولين دفاعيين أمريكيين.
ويقول أيكان إرديمير، وهو عضو سابق بالبرلمان التركى وعضو بارز بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية، إن هذا الأمر يمثل رمز لتحول تركيا الأكبر بعيدا عن الناتو وقيمه، نحو الشرق وكتلة الدول الاستبدادية.
وقد اصطدم أردوغان، مرارا مع الولايات المتحدة فى السنوات الأخيرة بسبب حملته القمعية ضد المعارضة والعقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة على إيران وفنزويلا وفوق كل هذا، بسبب دعم أمريكا لقوات الكردية التى تحارب مسلحى داعش فى سوريا، حيث ترى أنقرة القوات الكردية جزءا من جماعة إرهابية.
وقبل قدوم أردوغان على الحكم، كانت الولايات المتحدة ترى تركيا حليفا ديمقراطيا حيويا فى العالم الإسلامى والشرق الأوسط ويمكن الاعتماد عليها كشريك. لكن مسئولين أمريكيين سابقين وحاليين يقولون إن تركيا لم تعد حليف للناتو يعتمد عليه، وأن إصرار حكومة أردوغان على المضى قدما فى صفقة السلاح الروسية تمثل نقطة تحول يمكن أن تترك جروح دائمة.
وقال إيان جولدنبيرج، الذى عمل فى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ، إنه بدءا من الآن، ستعامل تركيا على أنها مجرد دولة أخرى علينا أن نتعامل معهما لا يزال بيينا مثالح مشتركة حول قضيا ما وخلافات فى قضايا أخرى.
وقد تجاهل أردوغان مناشدات بعدم شراء الأسلحة الروسية لأنه يغامر بفكرة أن ترامب ، ليس مستعدا لمعاقبة تركيا بسبب موقعها الإستراتيجيى فى مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا، ومع ذلك، ورغم أن ترامب تجنب فرض عقويات على تركيا فى نزاعات سابق، فإن استسلام طائرات إس 400 قد أثارت غضبا فى الكونجرس من الحزبين، مما قد يؤدى إلى عواقب وخيمة على تركيا وفقا لإدرمير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة