منذ يومين تناولنا قضية التقليم الجائر للأشجار فى حى الدقى، وما حدث من تشويه لعدد من الشوارع فى هذا الحى، الذى كان يتميز بالأشجار والمساحات الخضراء بين مبانيه، وقد أجرينا تحقيقيا ميدانيا على أرض الواقع لاستطلاع آراء المواطنين عن مذبحة الأشجار التى تمت بمعرفة حى الدقى ومباركة محافظة الجيزة.
اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة أرسل ردا على ما نشرناه، أكد فيه أن الهدف من تقليم الأشجار كان الحفاظ على حياة المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة وخوفا من سقوط بعض الأشجار التى بدأت جذورها فى الجفاف مما يعرضها للسقوط فقد تم وضع خطة تطوير شاملة لإعادة تأهيل وتهذيب الأشجار الموجودة بالشوارع الرئيسية والفرعية بحى الدقى، بالإضافة إلى العديد من التفاصيل التى نفندها فى السطور التالية فى شكل أسئلة لمحافظ الجيزة نأمل أن يوافينا بالرد عليها.
أولا :- هل التوقيت مناسب لتقليم الأشجار ؟ وهل علميا يتم التقليم فى هذه التوقيتات من العام أم أن هناك شهور معينة للتقليم ؟ فالمعلومات الشائعة والمتعارف عليها أن تقليم الأشجار يتم في نهاية فصل الخريف، حتى بداية فصل الشتاء، ولا يمكن أن يكون بأى حال فى الربيع أو الصيف كما هو الوضع الآن، بما يؤكد أن العملية تمت دون إشراف من مهندسين زراعيين واقتصر الأمر على مجموعة من العمال تستخدم المناشير الكهربائية لقطع الأخضر واليابس دون فهم أو دراية.
ثانيا :- كيف يكون تقليم الأشجار سببا فى القبح أو المظهر السيئ للشوارع والميادين ؟ بالطبع لا يرفض أحد فكرة التقليم ونظافة الأشجار ورعايتها، التى كانت لا تتم منذ سنوات طويلة، ولكن المرفوض هو تحويلها إلى هياكل خشبية فى الشوارع بعد القضاء على الجزء الأكبر من مجموعها الخضرى، وتشويه المظهر الجمالى الذى كانت تخلقه فى شوارع الدقى.
ثالثا:- المحافظة ذكرت أن ناتج التقليم للأشجار من أخشاب يتم جمعها وإيداعها بمخازن هيئة النظافة والتجميل لطرحها فى مزايدة علنية لبيع الأخشاب والاستفادة منها !! وهنا نتوقف.. لماذا أخذت المحافظة ما تستفيد منه وتركت الأفرع الصغيرة فى الشوارع مصدرا للحشرات والزاحفة والطائرة، فى الشوارع دون أن يجمعها أحد، فهل أخذت المحافظة ما كانت تبحث عنه وتركت " الزبالة " للمواطنين وحملتهم مسئولية جمعها وتنظيفها !! إذن أين الخطة التى تتحدث عنها المحافظة، ولماذا لم يتم رفع المخلفات من الشوارع ؟
رابعا :- لماذا تغاضى حى الدقى عن تقليم بعض الأشجار أمام عمارات وفلل بعينها، بينما دمر أشجارا فى نفس المنطقة ، وشارع إيران دليل على ذلك، فهل يتم التعامل مع الموضوع بمنطق فيلم " الأرض" والسكة الزراعية التى لم تلتهم سوى أرض الفلاح الفقير " محمد أبو سويلم" ، وانحرفت يمينا ويسارا حتى لا تقترب من أرض الأعيان وأصحاب النفوذ !!
خامسا:- رئيس حى الدقى ذكر أن الأهالى عبروا عن استيائهم من دخول فروع الأشجار إلى شققهم السكنية وانتشار القوارض والحشرات الزاحة والأتربة، وهنا نقول منذ متى تنقل الأشجار القوارض إلى المنازل، هذا أمر لم نسمع به من قبل، وكيف تساهم فى دخول الأتربة إلى الشقق وهى فى الحقيقة مصدات طبيعية للرياح وتمنع الأتربة أو تقلل منها، والمفاجأة أنه أثناء عملية التقليم تم التخلص من الفرع القوية بينما الموجودة فى " بلكونات" الأهالى لم يقترب أحد منها، وفق شهادات من تحدثنا معهم.