السؤال الدائم الذى يشغلنى ويشغل أى مواطن فى مصر يسوقه حظه العاثر لقضاء معاملاته مع الجهات الحكومية..لماذا كل هذا العذاب ..و" حرق الدم" ورفع الضغط واهدار الوقت والمعاناه فى تخليص المعاملة الواحدة ..؟
لماذا يشعر المواطن دائما أن الداخل الى المصلحة الحكومية مفقود والخارج منها مولود وأنه لا بد أن يقرأ أدعية وآيات قرآنية خاصة ويستعيذ من الشيطان الرجيم وكل شياطين الانس فى هذه الجهات..
للاسف قياسات الرأى للمواطنين لمدى رضاهم عن الخدمات الحكومية فى مصر نتائجها تحت الصفر ..رغم الجهود التى تبذلها الحكومة لمحاولة تطوير الأداء الحكومى خاصة فى الوزارات والهيئات والمؤسسات والادارات الخدمية لكن على مايبدو أن هذه الجهود لم تصل بعد الى المستوى الذى يتمناه المواطن، علاوة- وهذا ظنى – أن تطوير الأماكن وتنظيمها وتنظيفها لا يواكبه تطوير فى العنصر البشرى ..وهو هنا الموظف الذى مازال متخوف من أي تطوير وتحديث ويبقى متمسكا بالبيروقراطية العتيقة ومتحصنا بها.
منذ أسبوع تقريبا وأنا أحاول- كمواطن عادى- انهاء تجديد رخصة السيارة فى مرور 6 أكتوبر وما ذكرته سابقا ينطبق بكل تفاصيله على ادارة المرور فى المدينة ..فمن المستحيل أن تنهى اجراءات الرخصة أو التجديد فى يوم واحد أو يومين.. فمنذ اللحظة الأولى للدخول تشعر أنك فى متاهة ومغارة على بابا لا تعرف من اين تبدأ والى أين المسير..حتى لو عرفت فعليك الانتظار ما بين ساعتين وثلاثة ساعات حتى الوصول الى الموظف المختص ولو حاولت الشكوى –مثلما فعلت أنا بالأمس- الى الضابط المسئول عن الوحدة يأتى رده:" وأنا اعمل ايه هوه أنا اللى جبت الناس دي كلها النهاردة"...على الرغم أن عدد المتعاملين من المواطنين يوميا لا ينقص ابدا والمشكلة هنا هى كيفية انهاء المعاملات بصورة افضل.
ما بين وحدة المرور القديمة والجديدة فى 6 اكتوبر تبدأ رحلة المعاناه الحقيقية للمواطن الطبيعى.
رغم أن الشكل الجديد للوحدة والتعامل بالرقم الالكترونى مع موظفى الشبابيك- حوالى 14 شباك- ومع ذلك فالأوراق هى الأوراق والملفات اياها لم تتغير وعندما تتنفس الصعداء لتصل الى الموظف بعد ساعتين على الأقل لا ينظر اليك ويقذف اليك بورقة للحصول على ملفك من الأرشيف وما ادراك ما الارشيف والملف المتخم بالأوراق التاريخية لسيارتك او رخصتك..وهنا تصاب بالدهشة ..أين الحكومة الالكترونية واين قاعدة البيانات الالكترونية ..هل مازالت الملفات المنتفخة بالأوراق ومخازن الأرشيف ..والاستمارة راكبة الحمارة- على رأى عمنا فؤاد حداد.
وافترض أنك وصلت للملف ولسوء حظك أن هناك ورقة مفقودة – مثلما حدث معى- وتحجج الموظف أن المعاملة لن تنتهى والرخصة لن تصدر الا بوجود هذه الورقة..وحيرة الضابط المسئول ايضا عن الحل.. المسئولية هنا ليست مسئولية المرور ...! وانما مسئولية المواطن الطبيعى وعليه أن يدخل فى دوامة جديدة ربما تستغرق ايام اخرى.
أنا أتمنى على السيد اللواء مدير مرور الحيزة أن يذهب بنفسه كمواطن عادى لاستخراج أو تجديد رخصة قيادة او رخصة سيارة ليقف على مدى العذاب الذى يتعرض له المواطن والمعاناه التى يعيشها داخل وحدة المرور. أو على الأقل يمر على هذه الوحدات والادارات ليتابع بنفسه ويراقب ماذا يحدث.
المسألة ليست بسيطة وليست مجرد تجربة شخصي لكاتب السطور وانما مثل هذه الأمور تدفع المواطن بصب جام غضبه على الحكومة ويصيبه اليأس فى امكانية التغيير والتطوير الذى يقرأ عنه ويسمع به فى وسائل الاعلام.
والايام الماضية أعلنت وزارة الداخلية عن افتتاح ادارة جديدة للجوازات فى العباسية للتيسير والتسهيل للمواطنين للحصول على الخدمة الانسانية اللائقة وبشكل متطور وباركنا هذه الخطوة حتى يكون هناك شعور بالرضا ويقين أن هناك جهد حقيقى لتطوير الاداء الحكومى...لكن على ما يبدو أن بوادر التحديث مازال أمامها مشوار طويل حتى تصل لادارة المرور فى مصر وخاصة وحدات المرور فى الجيزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة