أثارت واقعة البصق على مومياء "سقنن رع" داخل قاعة المومياوات فى المتحف المصرى بالتحرير، حالة من الغضب داخل الوسط الأثرى، والتى على إثرها رفعت مذكرة لوزير الآثار لفتح تحقيق فى الواقعة، لكن فى التقرير التالى نستعرض نبذة تاريخية عن الملك "سقنن رع".
فى هذا السياق قال عالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، إن الملك سقنن رع يطلق عليه العديد من الأسماء منها "رع تاعو" أو سقنن رع تاعا الثانى، وهو أحد ملوك السرة الـ 17، وهى من حكمت جنوب مصر من طيبة "الأقصر حاليًا.
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه فى بداية حكم الأسرة الـ 17، بقيادة الملك سقنن رع الثانى، قاومت احتلال الهكسوس، الذى كان يحتل جزء كبير من الأرضى المصرية ولفترة زمنية تيلغ القرن من الزمان، حيث كان هناك سيطرة كاملة على شمال مصر، ويمتد نفوذهم إلى المنطقة الوسطى.
وأشار مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، إلى أن هناك قصة على إحدى البرديات المصرية تبين بداية الصراع بين الهكسوس وحكام طيبة، الذين أعلنوا تحالفهم مع جيرانهم من امراء مصر فى الشمال والجنوب، ودونوا أسماءهم على خراطيش تسبقها الألقاب نكاية فى الهكسوس، والتعبير عن قوتهم المصرية ضد الهكسوس.
ولفت حسين عبد البصير، أن القصة تحكى محاولة ملك الهكسوس أبو فيس الاشتباك مع الملك سقنن رع، فأرسل له خطاب يحمل بين طيأته أسباب مضحكة تدعو للفكاهة، وتبين مدى رغبة ملك الهكسوس الاحتكاك بسقنن رع، وهو أنه يشكو فيه أصوات أفراس النهر التى تسبح فى البحيرة المقدسة بمعبد الإله آمون بمنطقة طيبة، وأنها تزعجه للغاية، ولا يستطيع النوم بسببها داخل عاصمته أفاريس التى تبعد مئأت الكيلو مترات عن طيبة، ولكن سقنن رع رد عليه بذكاء يثبت فيه أنه يدعو للسلام وليس للحرب.
لكن قامت حرب تحرير مصر من احتلال الهكسوس، والتى استشهد فيها الملك سقنن رع وهو يدافع عن أرض مصر بكل شرف، وتوضح الموياء الخاصة بالملك والموجود بقاعة المومياوات بالمتحف المصرى الإصابات التى لحقت به، والتى تبين أيضا سوء التحنيط لها نظرًا لسرعة أعمال التحنيط وسط المعركة.
ومؤخرًا أعلن عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، أن المشروع المصرى لدراسة المومياوات المصرية سوف يبدأ قريباً، وسوف تتم دراسة على جمجمة الملك "سقنن رع" لكى نعرف هل مات أثناء المعارك مع الهكسوس أم لا؟.