يبدو أن الحريق الذى التهم ستوديو للرسوم المتحركة بمدينة كيوتو اليابانية لم يكن قدريا، ولكنه جريمة مع سبق الإصرار والترصد، وهو الأمر الذى تحقق فيه الشرطة فى الوقت الحالى، بعدما قامت بالفعل بالقبض على المشتبه به، قبل نقله للمستشفى، بعد ساعات قليلة من الحادث المأساوى.
و بحسب ما ذكرت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية فى نسختها الإنجليزية، فإن الشرطة اليابانية تقوم حاليا بإجراء تحقيقات حول سبب قيام رجل بإحراق استوديو شهير للرسوم المتحركة في كيوتو، وهو ما أسفر عن مقتل 33 شخصًا فى عملية وصفتها بأنها أسوأ جريمة قتل جماعى تشهدها البلاد منذ حوالى 20 عامًا.
ولم يتمكن الضباط من استجواب المشتبه به البالغ من العمر 41 عامًا ، والموجود فى المستشفى ليتلقى العلاج من الحروق الشديدة التي أصيب بها حيث قال شهود أنه قام بسكب البنزين فى الطابق الأرضى من الاستوديو الشهير، قبل أن يقوم بإضرام النار به فى نهاية المطاف صباح الخميس.
من جانبه قال متحدث باسم شرطة كيوتو يوم الخميس انه عثر على الرجل فيما بعد يحمل حقيبة تحمل على ظهره عدة سكاكين.
الحادث أسفر فى نهاية المطاف عن مقتل وإصابة العشرات من المواطنين اليابانيين، ليصبح الحادث هو أسوأ جريمة قتل جماعي في البلاد منذ الجريمة التى أرتكبت عام 2001 بمبنى فى منطقة كابوكيتشو بطوكيو، أسفر عن مقتل 44 شخصًا، فى الوقت الذى كان فيه عدد ضحايا هجوم غاز السارين والذى استهدف محطة مترو الأنفاق بالعاصمة اليابانية، عام 1995، أقل من ذلك بكثير، حيث لم يتجاوز 13 شخصا.
كان الحريق قد اندلع حوالى الساعة 10:30 صباحًا بالتوقيت المحلى يوم الخميس فى مبنى الاستوديو، فى حى فوشيمى كو بمدينة كيوتو، حيث قالت الشرطة إن أحد السكان أبلغ عن سماع صوت قوى يشبه الانفجارات الضخمة قادما من المبنى.
وأظهرت لقطات من المشهد دخان كثيف يتصاعد من المبنى المؤلف من أربعة طوابق والذي يقع في منطقة سكنية على بعد عدة كيلومترات جنوب محطة كيوتو، بينما كان رجال الإطفاء يعملون على احتواء الكارثة
و وصف رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى الجريمة بالبشعة، معربا عن خالص تعازيه لأسر الضحايا فى مصابهم الأليم.
أما الرئيس التنفيذى للشركة، وهو هيداكى ياتا، فقد أكد فى تصريحات صحفية أن الحادث جاء بعدما تلقت الشركة تهديدات صريحة فى خطابات بريدية، باستهدافها، موضحا أنهم قاموا بإحالة تلك الخطابات إلى الشرطة فى حينه لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.
وأضاف أنه أمر محزن للغاية أن يتم استهداف العاملين فى هذه الصناعة، موضحا أن هؤلاء الأشخاص هم من يحملونها على أكتافهم، وبدونهم ربما لن يكون لها مستقبل فى البلاد.
كانت الشركة قد تأسست فى عام 1981، حيث تقوم رؤيتها، وفقا لما ورد بموقعها الإليكترونى، على الحفاظ على ثقافة الشركات "الإنسانية" وتعزيز نمو الأفراد من الناحية الثقافية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة