أظهر بحث جديد أن وجود مستويات طبيعية أعلى من الحديد يمكن أن يكون جيدًا وسيئًا لصحة القلب والأوعية الدموية، فمن ناحية قد يقلل من خطر انسداد الشرايين، لكن من ناحية أخرى، قد يزيد من خطر جلطات الدم المرتبطة بتدفق منخفض.
وتعد هذه استنتاجات دراسة كبيرة بحثت العلاقة بين مستويات الحديد الطبيعية للناس وثلاثة مقاييس لأمراض القلب والأوعية الدموية هى سماكة جدار الشريان السباتى، تخثر الوريد العميق، لوحة الشريان السباتى.. وتعتبر سماكة جدار الوعاء الدموى وتراكم البلاك فى الشريان السباتى من علامات تصلب الشرايين.
ووجد الباحثون أن وجود مستويات أعلى من الحديد يبدو أنه يزيد من خطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة، لكنه يقلل من خطر تراكم البلاك على جدار الشريان السباتى، ولكن لم يكن هناك "تأثير كبير" على سمك جدار الشريان السباتى .
وشدد الباحثون على أن هذه النتائج تتفق مع الدراسات السابقة التى تشير إلى أن ارتفاع حالة الحديد له دور وقائى فى تصلب الشرايين ولكنه يزيد من خطر تجلط الدم المرتبط بركود الدم".
واستخدمت الدراسة الحالية، والتى تعد واحدة من سلسلة من الداسات التى يقودها علماء فى جامعة "إمبريال كوليدج" فى لندن، البيانات الوراثية المسجلة من 500 ألف شخص لاستكشاف الروابط بين مستويات الحديد وأكثر من 900 حالة .. فقد استخدم الباحثون أداة تسمى "العشوائية المندلية"MR لاستكشاف الروابط بين مستويات الحديد الطبيعية لدى الأشخاص وخطر الإصابة بالأمراض.
ويرى الباحثون أن قوة تحليل "الشعوائية المندلية" تكمن في أنها قادرة على التغلب على بعض المشكلات التى تواجهها الدراسات الرصدية .
وتوصل الباحثون إلى أن ارتفاع مستويات الحديد فى الدم قد يكون وراء زيادة مخاطر العديد من الأمراض، بما فى ذلك الإلتهابات، وأمراض الكبد، والفشل الكلوى، وكلها يمكن أن تؤثر على الإرتباطات بأمراض تجلط الدم".
ووجد الباحثون من خلال البحث عن بيانات الحمض النووى لما يقرب من 49 ألف شخص من أصل أوروبى، علامات جينية ترتبط بمستويات طبيعية أعلى من الحديد.. ثم استخدموا علامات مستوى الحمض النووى لفحص مجموعات البيانات الأخرى لعشرات الآلاف من الأشخاص لإيجاد روابط لسماكة جدار الشريان السباتى، وتراكم اللويحات على جدران الشريان السبانى.
ويشير الباحثون إلى أن النتائج التى توصلوا إليها توفر دليلًا على "الدور المتباين" لمستويات الحديد الطبيعية المرتفعة فى أمراض الجلطات المختلفة".