أحمد إبراهيم الشريف

سقنن رع.. سيد شهداء الفراعنة

الأحد، 21 يوليو 2019 11:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى رواية (كفاح طيبة) لأديب مصر الخالد نجيب محفوظ وقف العظيم  أحمس أمام القائد "خنزر" الهكسوسى فى ساحة المعركة فى نزال دامٍ، وقد تعجب "خنزر" جدا عندما شاهد أحمس، لأنه  كان قد التقاه قبل ذلك والفرعون الصغير  متنكرا فى صورة تاجر يبيع الأقزام واللآلئ فى أرض العدو حينما كان فى مهمة سرية للحصول على المعلومات، لذا صاح القائد الهكسوسى "من أرى أمامى أليس تاجر الأقزام واللاآلئ؟" وأجابة أحمس "أنا أحمس بن كاموس بن سقنن رع من أسرة عريقة انحدرت من أصل طيبة المجيدة ولم تعرف رعي القطعان ولا التشرد فى الصحاري مثلكم".
 
فى الحقيقة لا أعرف كيف تسول النفس لبعض النكرة والجهلاء أن يقفوا فى حضرة الفراعنة العظام وأمام رفاتهم فى المتحف المصرى ويسيئوا إلى هذا التاريخ العظيم لعظماء العالم السابقين، الذين أنشأوا حضارة لا تزال تتحدث عن نفسها، بينما كان الآخرون ينتظرون قطرة ماء من السماء وسقوط ورقة شجرة جافة على الأرض كي يظلوا أحياء؟
كيف لرجل مجهول يبصق على فراعنة مصر، وعلى سيد شهدائهم سقنن رع الذى تحدى الجميع، وعرفه التاريخ بأنه أول من أعلن الحرب بشكل فعلى على المحتلين الهكسوس الغزاة.
يحتفظ التاريخ بقصة شهيرة عن بدايات الحرب الشرسة بين سقنن رع والهكسوس، فقد كان يعد العدة لهم ويجهز جيش التحرير، ولما علم حاكم الهكسوس ويدعى أبو فيس أرسل يقول للفرعون المصرى "إن أفراس النهر في طيبة تزعجه في أواريس وإن لم يسكتها سيرسل من يبيدها" لكن جنود سقنن رع وأبناءه هم الذين أسكتوا أبو فيس وأهله إلى الأبد.
 
 ظل سقنن رع فى المعركة حتى استشهد فيها، ولعل جثمانه المستقر حتى الآن فى المتحف المصرى تكشف عن الجروح والإصابات المميتة التى تعرض لها الملك المصرى الشاب الذى مات ولم يتجاوز الثلاثين من عمره إلا بسنوات قليل، لكنه تحول إلى نموذج يهتف المصريون لأجله "حياة أمنحبت أو ميتة سقنن رع" لأنها ميتة المخلصين الشجعان من أجل وطنهم.
 
بعد كل هذه السنوات يأتى من لا يُعرف أصله ولا فصله ليسيء لتاريخ من العظمة، فمن سمح له بأن يدخل ويصور، مع أن التصوير ممنوع خاصة داخل قاعة المومياوات الملكية، لذا لابد من الحساب والعقاب لكل من تواطئ وللشخص الغريب الذى ارتكب هذه الفعلة، وأقل شيء أن يمنع من دخول مصر طوال عمره، فنحن لا نريد زائرا لا يعرف قيمتنا ولا يحترم أجدادنا. 
  
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة