تمر اليوم الذكرى الـ421، على تسجيل مسرحية تاجر البندقية للأديب ويليام شكسبير في السجل الملكي بأمر من الملكة إليزابيث، وذلك فى 22 يوليو من عام 1598م.
وتدور مسرحية تاجر البندقية حول تاجر شاب من إيطاليا، يدعى أنطونيو، ينتظر مراكبه لتأتي إليه بمال، لكنه يحتاج للمال من أجل صديقه بسانيو الذي يحبه كثيراً لأن بسانيو أراد التزوج من امرأة ، و في المسرحية خيوط أخرى تتحدث عن عداء المسيحيين لليهود، وعن الحب والثروة، والعزلة، والرغبة في الانتقام.
وبحسب كتاب " المصعد في نقد المسرح" للدكتور هايل علي المذابي، فإن شكسبير استقى "تاجر البندقية" من واقعة استندا إلى المراجع التاريخية فقد تمت كتابة المسرحية ما بين عامين 1596 و1598، أى فى عهد الملكة إليزابيت، آخر ملوك إنجلترا من آل تيودور، وفى هذا العصر كان إجلاء اليهود من أوروبا فى اوجه، لما أحدثوه من مشاكل شعبوية داخل أوروبا، وأثر ذلك الاضطهاد، تم امر أمر جميع اليهود بالبقاء فى ملاجئ محددة ضمن الدولة البريطانية.
وكانت فى هذه الفترة البندقية مدينة استثمارية تجارية بامتياز، اهتمت بالاستثمار الأجنبى سواء كان اليهود أو غيرهم، مما جعل السلطة هناك تقر مبدأ الربا المحرم النصرانية، لكى تنعش اقتصادها أكثر فأكثر، مما جعلها موطنا للعديد من المستثمرين اليهود.
وفى هذا التوقيت حدثت الحادثة التى قلبت الرأى العام فى انجلترا وأوروبا، وكانت هذه الحادثة هى محاكمة "رودريجو لوبيز، وهو طبيب الملكة اليزابيث، وهو يهودى الأصل، أعلن نصرانيته، تم اتهامه بالخيانة العظمى، وتدبير مكيدة تفضى إلى دس السم فى طعام الملكة اليزابيث، وكانت النتيجة إعدامه.
حدثت هذه الواقعة عام 1594، مما جعلها قضية رأى عام، وألهمت قصة "لوبيز" العديد من الكتاب أمثال كريستوفر مارلو، والذى ألف كتابه "يهودى مالطا" ومثله ويليام شكسبير فى مسرحيته تاجر البندقية، أو يهودى البندقية، وهو ما يبدو استعارة للأحداث مثله الكاتب البريطانى من الأحداث، حيث تصرف كرسام يأخذ النماذج من الواقع فيضيف لها شيئا ويحذف آخر، يمحى هويته، ويضيف له من فنه، على حسب وصف الكاتب.