فى يوم 22 يوليو 1987 أطلق النار على الفنان الفلسطينى ناجى العلى فى أحد شوارع لندن، وظل يقاوم الموت حتى 29 أغسطس من العام نفسه.
وقد رثاه عدد من الشعراء:
عبد الرحمن الأبنودى:
أماية…وأنتى بترحى بالرحى..
على مفارق ضحى..
- وحدك- وبتعددي
على كل حاجة حلوة مفقودة
ما تنسنيش يا امة فى عدودة
عدودة من أقدم خيوط سودا فى توب الحزن
لا تولولى فيها ولا تهللى..
وحطى فيها اسم واحد مات
كان صاحبى يا امة..
واسمه
ناجى العلي
يا قبر ناجى العلى.. وينك يا قبر
يا قبر معجون بشوك مطلى بصبر
الموت يقرب عليك.. يرتد خوف
وإذا ما خافش الموت.. يرتد جبر
يا قبر ناجى العلى.. يادى الضريح
كان ميتك للأسف وطنى صريح
تحتك فتى ناضر القلب.. غض
كان قلبه..أرض مخيمات الصفيح
كما رثاه الشاعر أحمد مطر:
شكراً على التأبينِ والإطراءِ
يا معشرَ الخطباء والشعراءِ
شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم
فى غمرةِ التدبيـج والإنشاءِ
وعلى مدادٍ كان يكفى بعضُـه
أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ
وعلى دموعٍ لو جَـرتْ فى البيدِ
لانحلّـتْ وسار الماءُ فوق الماءِ
وعواطفٍ يغـدو على أعتابها
مجنونُ ليلى أعقـلَ العقلاءِ
وشجاعـةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ
للقاتلين بغيرِ ما أسمـاءِ
شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا
أقلعتُ عن صوتى وعن إصغائي
عفواً، فلا الطاووس فى جلدى ولا
تعلو لسانى لهجةُ الببغاءِ
عفواً، فلا تروى أساى قصيدةٌ
إن لم تكن مكتوبةً بدمائي
عفواً، فإنى إن رثيتُ فإنّما
أرثى بفاتحة الرثاء رثائي
عفواً، فإنى مَيِّتٌ يا أيُّها
الموتى، وناجى آخر الأحياء!