فى 23 يوليو منذ 67 عام أى فى عام 1952 وقعت حركة الضباط الأحرار، هى حركة تغيير سلمية أخذت شكل تحرك عسكرى، قادها ضباط الجيش المصرى بقيادة محمد نجيب فى منتصف ليلة 23 يوليو عام 1952م، ونجحت فى السيطرة على مبنى هيئة أركان الجيش، حيث إن الشعب أعلن فيه قيام الجيش بحركة لصالح الوطن، ثم توالت الأحداث وتحول مصر على أثر هذه الأحداث مصر من النظام الملكى إلى جمهورية.
ومع إحياء ذكرى ثورة 23 يوليو، يذهب المصريون لضريح جمال عبد الناصر رمز الثورة، بينما تقوم الإخوان بعمل آخر، إذ تشوه الثورة ورموزها وتفعل فى ذكرى 23 يوليو كما تفعل فى ذكرى ثورة 30 يونيو التى اطاحت بالإخوان من الحكم، الأمر الذى يثير تساؤل لماذا يكره الإخوان ذكرى ثورة 23 يوليو؟ فى السطور التالية إجابة على السؤال السابق من قبل متخصصين وقيادات سابقة بالتنظيم.
الإخوان يربون أبناءهم على كره يوليو وعبد الناصر
لخص مختار نوح القيادى السابق بجماعة الإخوان أسباب بغض وكره جماعة الإخوان لثورة 23 يوليو، لمنعهم من قبل جمال عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة من السطو على السلطة وصبغ الدولة المصرية بالصبغة الدينية.
وقال "نوح" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" :" بعد ثورة 23 يوليو شرطت جماعة الإخوان على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الحصول على نصف الوزارة إلا أنه رفض ذلك، وهذا الأمر أحدث أزمة كبرى داخل الإخوان وانشقاقات داخل التنظيم.
وتابع :" الإخوان يكرهون ثورة يوليو، بنفس كرهم لثورة يونيو، وسبب الكره واحد، ألا وهو إبعادهم عن السلطة والاستيلاء على الحكم" مضيفًا :" الإخوان اعتبروا مشاركتهم فى ثورة يوليو كفيلة بأنهم يستحوذون على السلطة المصرية لكن جمال عبد الناصر رفض ذلك".
وعن الكتب والمؤلفات التى رصدت كره الإخوان لثورة 23 يوليو، قال "نوح" :" هناك كتب كثيرة جدا، فهناك مؤلفات لتوفيق الحكيم وعباس العقاد وطه حسين" مضيفًا :" الرئيس محمد أنور السادات قد استخدم جماعة الإخوان فى تشويه جمال عبد الناصر وجعلهم يؤلفون كتب كثيرة تحتوى على خرافات وأساطير لتشويه عبد الناصر".
وعن كيفية تعامل الإخوان مع ذكرى ثورة يوليو، قال "نوح":" أنا كنت مخالف للإخوان فهذا الأمر، لأني كنت اشتراكى والعدالة الاجتماعية ولذلك لم أذم فى عبد ألناصر، لكن تنظيم الإخوان يربى أشبال على كره ثورة 23 يوليو وبغض عبد ألناصر ويصفون هذه الثورة بألفاظ معادية كما يفعلون مع ثورة يونيو".
الإخوان يتعاملون مع 23 كثورة 30 يونيو.. ويعتبرونهما أعداء للتنظيم الإرهابى
فيما وصف إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، ثورتي 23 يوليو و30 يونيو بالثورتين اللذين يعتبرهما الإخوان أعداء لتنظيمهم الإرهابى.
وقال "ربيع":" من المعلوم من واقع الوثائق والتاريخ والمواقف والأحداث المتتالية خلال الـ90 عاما الماضية أن تنظيم الاخوان تم تأسيسه برعاية مخابراتية إنجليزية ليقوم بالوكالة عن الاستعمار الغربي فى تفكيك الهوية الوطنية وتجهيز الوعي الجمعى لقبول التبعية والتخلف لتظل إسرائيل هى القوة الإقليمية الوحيدة فى الإقليم، ومن هنا كان موقفهم الرافض من أي حراك وطني يعيد بناء الهوية الوطنية ويعيد ترميم الوعي الوطني والضمير الجمعي للشعوب".
وأضاف: "موقف الكراهية والتضليل لتنظيم الإخوان من ثورة يوليو 1952 جزء من موقفهم العدواني من أى جيش وطني فى أى دولة، وموقف الكراهية والتضليل لتنظيم الإخوان من ثورة يوليو 1952 جزء من تكليفهم بتكريس التبعية ومقاومة ثقافة الاستقلال الوطنى، وموقف الكراهية والتضليل لتنظيم الإخوان من ثورة يوليو 1952 جزء من تكليفهم بمهمة تزييف الوعى وإهدار الطاقات الوطنية ليظل الوطن يدور في حلقة مفرغة من العوز والتخلف والتبعية والدوران في فلك القوى الاستعمارية".
وتابع: "ثورة 23 يوليو تمثل لتنظيم قطعان الإخوان الضالة عدوا تاريخيا ودرسا لم يستوعبوه وجولة خسروها كعادتهم لأنهم يجهلون المكون الحضاري للشعب المصري ولا يدركون العقيدة القتالية للجيش المصري، التي هي حماية الوطن ومقدارته وأولى درجات الحماية استقلال القرار الوطني والتحرر من التعبية الاستعمارية وثانيها حماية الشعب من العدوان على هويته".
وتابع: "وتنظيم الإخوان عقيدته الكذب ووسيلته المتاجرة فهم يلخصون التاريخ في آخر صيحة، وجدانهم اللحظة وعقلهم الإشاعة لا يُبقيهم إلا سيل متجدد من الأكاذيب، وينسون الهزائم الكبرى ويسحبون قطعانهم وهم مخدرون بالشعارات الجوفاء وأوهام السراب".
وأضاف: "الإخوان يتنقلون من بلد لبلد لأنهم مكلفون بإفساد البلدان وتدمير الأوطان، فقد دمروا أفغانستان ويعطلون الجزائر وأجهزوا على الصومال وقسموا العراق وأضاعوا سوريا وخربوا ليبيا وجعلوا اليمن شقيا، وتنظيم الاخوان ككيان مصنوع برعاية وتمويل استعمارى أمرهم ليس بأيديهم بل يساقون إلى مذبحهم كالقطيع، فليس لديهم رجولة الموقف ومبدأ المسؤولية وشرف الكلمة، وظهر ذلك من خلال مواقف عديدة منها تحالف معهم الملك ضد الأحزاب فقتلوا قضاته ورئيس وزرائه وحرقوا القاهرة، وعفا عنهم عبدالناصر وتعاون معهم فحاولوا قتله وحاولوا ضرب القناطر لتدمير الدلتا، كما عفا عنهم السادات وفتح لهم الساحة فنشروا الفتنة الطائفية وقتلوه".
وأضاف: "ثورة الـ30 من يونيو 2013 كثورة مكملة لثورة يوليو 1952 ومصححة لمسارها هذه الثورة كشفت هذا التنظيم العميل على حقيقته وأسقطت ورقة التوت عن سوأته ومازال تنظيم الكذب الإخواني ينشر الكذب ويروج الشائعات ويمارس الإرهاب والتخريب وسفك الدماء".