قال توماس أنكر كريستنسن، سفير الدنمارك بالقاهرة، إن مصر شريك مهم للدنمارك ليس فقط على الصعيد الثنائى ولكنها شريك إقليمى للدنمارك وأوروبا.
وأضاف السفير الدنماركى خلال مائدة مستديرة مع عدد من الصحفيين فى مقر السفارة بالقاهرة، اليوم الأربعاء، أن العلاقات بين البلدين تاريخية وطويلة، لافتا إلى أن أول سفارة للدنمارك فى القاهرة افتتحت عام 1956 لكن العلاقات سبقتها بسنوات طويلة من البعثات الدبلوماسية والتعاون على صعيد النقل البحرى عبر قناة السويس، والتى تستخدمها العديد من الشركات الدنماركية، وعلى رأسها شركة ميرسك التى تسعى دائما للتوسع فى مصر.
وأضاف أن الدنمارك تدعم استقرار مصر لاسيما فى ظل ما يحيط بها من جيران فى وضع أمنى مضطرب ورئاستها للأتحاد الافريقى، مشيرا إلى الحوار السياسى الوثيق بين البلدين والذى يشمل العديد من القضايا ذلك جنبا إلى جنب مع العلاقات بين البلدين التى تشمل عدة جوانب ثقافية وتجارية كما يوجد تعاون فى مجالات الطاقة المتجددة، الغذاء والمياه والصحة وتغير المناخ.
وأشار السفير إلى أنه منذ استلام مهام عمله فى مصر قبل 10 شهور، ألتقى العديد من كبار المسئولين والوزراء المصريين على رأسهم الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس.
وتناول سفير الدنمارك ما يتعلق بحركة الاستثمارات فى مصر، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات الدنماركية فى مصر بلغت مليار دولار خلال السنوات الثلاث الأخيرة، موضحًا أن شركة ميرسك للنقل البحرى تسحوذ على 850 مليون دولار من هذه الاستثمارات، وأن مصر سوق هام للغاية فضلا عن أنها بوابة مهمة للتصدير إلى أفريقيا.
وبحسب السفير، هناك صندوقين دنماركيين مختصين ببحث فرص الاستثمار فى مصر، حيث يساهم صندوق "آى إف يو" فى نسبة 10% من محطة بنيان، المحطة الأكبر فى العالم لتوليد الطاقة الشمسية والتى توجد فى أسوان، مشيرًا إلى أن توفر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فى مصر يجعلها مكان رائد محتمل للطاقة المتجددة مما يحتاج إلى خطط وقوانين لإفساح المجال للشركات حول العالم.
وأشار السفير إلى البيروقراطية التى يسعى قانون الاستثمار الذى سنته مصر حديثا لمعالجتها، لافتا إلى أن إصدار القانون يوضح الوعى والرغبة فى العمل على تحسين الأوضاع، وأضاف إن أكثر العراقيل التى يواجهها المستثمرين تتعلق بالجمارك والحصول على أراضى والضرائب، لكن ما هو جيد أن كل المسئولين فى مصر لديهم سياسة "الباب المفتوح"، حيث يستمعون دائما للمستثمرين ويسعون لتحسين الوضع، مضيفا أن مصر تحقق تقدم واضح جدًا.
وقال كريستنسن ان الحكومة الدنماركية المنتخبة حديثا، قامت حملتها الانتخابية بالأساس على سياسة خارجية خضراء تهدف للعمل على مواجهة التغير المناخى، ومن ثم فإنها تركز على أهاف التنمية المستدامة 2030 وتعد أكثر خطة طموحة فى أوروبا لتقليل 70% من الانبعاثات الضارة بالبيئة ومن ثم فإنها تستهدف التحول من طاقة الوقود الأحفورى إلى الطاقة المتجددة، وهو ما سيكون من الأركان الرئيسية فى علاقتها مع مصر.
وأعلن انضمام مستشار للطاقة للعمل فى السفارة، سوف يعمل مع المؤسسات المختلفة فى مصر بشأن كيفية التعاون بين البلدين فى هذا المجال.
وكشف عن ترتيبات لعقد لقاء بين وزيرى الخارجية المصرى والدنماركى فى نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى سبتمبر المقبل، والعمل على عقد لقاءات بين البرلمانيين من البلدين وسيقوم وفدين من الدنمارك بزيارة مصر هذا العام، الوفد الأول من وزارة الصحة، والآخر للأغذية، كما يقوم وفد طبى مصرى متخصص فى مجال علاج مرضى السكر بزيارة الدنمارك.. متابعًا: "نتوقع زيارة وزير الطاقة الدنماركى الجديد للقاهرة، ومن المحتمل أيضاً زيارة وزير الخارجية أيضاً".
وأبدى السفي إعجابه بالرئيس عبد الفتاح السيسى فى تعامله مع الحريات الدينية، وهو ما ظهر من خلال بناء أكبر مسجد وأكبر كنيسة فى العاصمة الإدارية الجديدة، وأشار إلى لقاءه بالقيادات الدينية المسيحية وكذلك فضيلة المفتى شيخ الأزهر، وعلق السفير الدنماركى على قانون المجتمع المدنى الجديد فى مصر، معربا عن ترحيبه بمبادرة الرئيس السيسى بمراجعته، وأشار إلى أنه لايزال علينا الانتظار بشأن كيفية تطبيقه.
وكشف عن تعاون دنماركى مع منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة فى مصر، لبناء منشأة فى القاهرة للنساء من ضحايا الزواج المبكر والعنف والاتجار بالبشر ودعمهم نفسيا ومجتمعيا وتوفير ملاذ آمن لهن.
وأشار السفير إلى أن السفارة الدنماركية فى مصر تدعم المشروعات الصغيرة مثل تنظيف نهر النيل، وتدعم ذلك أيضاً فى 6 محافظات لتنظيف شواطىء البحر المتوسط، كما تساعد بعض الشباب على السفر إلى الدنمارك من أجل التعرف على كيفية افتتاح مشروعات صغيرة، ويوجد تعاون بين البلدين من خلال المبادرة الدنماركية - المصرية للحوار، فضلا عن التعاون الإقليمى عبر برنامج الشراكة العربية - الدنماركية، وهو يضم 4 محاور وهم حقوق الإنسان المرأة وحرية الصحافة التمكين الاقتصادى للشباب، ويستمر البرنامج حتى عام 2022.
وعلى الرغم من أنه كان سفيرًا للدنمارك فى طهران قبل أن يأتى للقاهرة، غير أنه رفض الحديث عن التصعيد الناشب حاليا فى منطقة الخليج، واكتفى بالقول إنه هناك اتفاق لعدم التصعيد والسعى إلى التهدئة من خلال التركيز على الحوار الدبلوماسى.
وردا على سؤال "اليوم السابع" بشأن انضمام الدنمارك لخطة بريطانية، جنبا إلى جنب مع دول أوروبية أخرى، تنطوى على حماية حرية الملاحة فى الخليج، قال السفير كريستنسن إنه لا يوجد رد رسمى حتى الآن من الحكومة الدنماركية المنتخبة حديثا، وأضاف أن الهدف فى النهاية هو الحد من النزاع مع استمرار الحوار مع إيران، كما رفض التعليق على الأنسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى، وعما إذا كان ذلك دفع نحو التوترات الحالية.
وكانت ناقلة نفط دنماركية تعرضت للتخريب فى قبالة سواحل الإمارات مايو الماضى مع ثلاثة ناقلات اخرى، حيث اتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء عملية التخريب فى إطار التوتر القائم منذ فرض عقوبات أمريكية اقتصادية قاسية استهدفت الوصول بصادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، مما دفع طهران للتهديد بغلق مضيق هرمز، الذى يمر منه ثلث انتاج النفط عالميًا.
وبشأن سلسلة العقوبات السياسية والمالية التى فرضها الاتحاد الأوربى ضد تركيا رداً على مواصلتها أعمال التنقيب غير الشرعية التى تقوم بها في المياه الإقليمية القبرصية، أكد السفير أن بلاده عضو فى الاتحاد الأوروبى وبناء عليه فإن اى قرار يتم اتخاذه من جانب الاتحاد الأوروبى، توافق عليه الدنمارك، كما وصف بيان الإدانة الأخير الصادر بحق تركيا من جانب الكتلة الأوروبية بأنه الأكثر جرأة خلال الفترة الأخيرة.
كما علق على السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مشيرا إلى أن بلاده دائما ما تدعم حل عادل يقوم على حل الدولتين للشعبين، وفيما يتعلق بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى، أشار السفير إلى المملكة المتحدة والدنمارك انضما إلى الاتحاد الأوروبى عام 1973 معربًا عن أسف بلاده لإصرار المملكة المتحدة على الخروج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة