هل تذكر رواية "قنديل أم هاشم" للكاتب الكبير يحيى حقى؟ لو لم تقرأها فأنت حتما شاهدت الفيلم الذى قام ببطولته الفنان شكرى سرحان سرحان، ويقوم جوهر الرواية على أن العلم ضرورة لكن فى مجتمعاتنا الشرقية فإن الروحانيات والدين أمور مهمة أيضا لا يمكن إغفالها.
إذا هل سمعت من قبل عن بردية "إبيرس"؟ التى تعد مستندا طبيا قديما يحتوى أكثر من 842 علاجا للأمراض والإصابات، التى ركزت بشكل خاص على القلب والجهاز التنفسى وطرق الوقاية من مرض السكر، فإذا لم تسمع عنها من قبل، يمكنك الإطلاع على التقرير الذى قام برصده موقع ancient-origins، للكشف عن البردية الطبية المصرية القديمة.
يبلغ طول البردية أكثر من 68 قدمًا (21 مترًا) وعرضها (30 سم)، مقسمة إلى 22 جزءا، اشتق اسمها من عالم المصريات الشهير جورج إبيرس، ويقدر كتابة البردية فى الفترة ما بين 1550-1536 قبل الميلاد فى عهد أمنحتب الأول، وتتواجد البردية الآن فى مكتبة جامعة لايبزيج بألمانيا.
تعتبر بردية "إبيرس"، واحدة من أقدم وأشمل السجلات فى التاريخ الطبى المصرى، لأنها تقدم نافذة حية فى عالم الطب المصرى القديم، الذى يضم الأسلوب العقلانى والمذاهب الدينية، ولقد تمت دراسه البردية على نطاق واسع وتمت إعادة ترجمتها خمس مرات تقريبًا.
ما الذى تم تعلمه من بردية إبيرس؟
تركز معظم أوراق البردية على العلاج باستخدام الكمادات والكريمات والعلاجات الطبية الأخرى، الصفحة 842 تضم العديد من الأدوية والعلاجات الطبية مكتوبة، والتى يمكن خلطها فى 328 اختراعا لأمراض مختلفة.
وكشفت الأدلة الأثرية والتاريخية والطبية، أن الأطباء المصريين القدماء لديهم المهارات اللازمة لعلاج مرضاهم بالطرق المنطقية، وأن الحاجة إلى دمج الممارسات الدينية - قد تكون ضرورة ثقافية إذا فشلت التطبيقات العملية، ويمكن للأطباء المسنين الاعتماد دائمًا على الروحانيات لشرح سبب عدم نجاح العلاج، يمكن رؤية مثال واحد فى ترجمة تعويذة شائعة لنزلات البرد.
ووضع المصريون القدماء تركيزًا كبيرًا على نظام القلب والأوعية الدموية، ولقد اعتقدوا أن القلب هو المسئول عن تنظيم مرور السوائل الجسدية مثل الدم والدموع والبول والسائل المنوى.
وتحتوى البردية على قسم كامل يسمى "كتاب القلوب" الذى يغطى إمدادات الدم والأوعية الملحقة بكل جزء من جسم الإنسان، كما أنه يسرد الاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب والخرف.
وتضم البردية أيضًا فصولا مختلفة تتعلق بقضايا مثل منع الحمل وتشخيص الحمل، وأمراض النساء، والتهاب المعدة، والطفيليات، ومشاكل الجلد، ومشاكل العين، والعلاج الجراحى للأورام السرطانية.
وأجريت دراسات تشريحية وإشعاعية على المومياوات المصرية لكشف المزيد من الأدلة على أن الأطباء المصريين القدماء كانوا على درجة كبير من الكفاءة،وتم الكشفت أن المصريين القدماء كانوا راشدين فى صنع الأطراف الاصطناعية مثل أصابع القدم الكبيرة.
