بالرغم من أنها قرية نموذجية وفريدة من نوعها في كل شىء، إلا أن بعض المسئولين بالمحليات أهملوها، وتأخرت المرافق كثيراً في الوصول إليها رغم المحاولات المتكررة من أبنائها.
قرية "شطورة" التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج، إحدى القرى التي كان لها من اسمها نصيباً، نظراً لارتفاع نسبة التعليم بها، لدرجة أنه من الصعوبة بمكان وجود عدد كبير من الأميين بالقرية، حيث اهتم أهلها بالعلم وسخروا كل طاقاتهم لتعليم أبنائهم بالرغم من الظروف الصعبة، حتى خرجت هذه القرية ما يربوا على 500 أستاذ جامعي ومستشارين وضباط ووكلاء وزارات ونحو 150 صحفي، ورجال دين ومدرسين وشخصيات عامة.
هذا القرية الفردية من نوعها، التي خرجت كوادر تعمل في كافة مؤسسات الدولة، وتكتظ بها المدارس ، ينقصها خدمات كثيرة، يأتي في مقدمتها مشروع الصرف الصحي، الذي وصل لقرى تجاورها وتوقف عند "شطورة" رغم الجهود المخلصة التي يبذلها أبناء القرية لوصول هذا المشروع المستحق للقرية التي تعد من أكبر قرى المحافظة مساحةً وفِي تعداد السكان، ورغم هذه المحاولات المتكررة من أبناء القرية إلا أن المشروع مازال حبيس الأدراج.
للآسف، أبناء القرية لم يتضرروا من عدم وجود الصرف الصحي فقط، ولكن الأمر امتد ليصل للطرق المتهالكة وغير المرصوفة ، فلا يوجد طريق واحد بالقرية مرصوف حالياً، بحجة أن الرصف تأخر انتظاراً لتركيب مواسير الصرف الصحي، لينتظر الأهالي سنوات طويلة دون أن يتم إنجاز أحد المشروعين، ويبدو أنهم سينتظرون كثيرا.
قرية بحجم "شطورة" يقطنها المثقفين وأصحاب الفكر، مازالت تعاني من عدم وجود مستشفى متخصص، ويقطع المرضى كيلو مترات طويلة لمركز طهطا أو سوهاج للعلاج، فضلا عن انقطاع المياه والكهرباء المتكرر.
الدكتور أحمد الأنصاري هو أحد المحافظين النشطين، الذي يعشق عمله، وقد كنت شاهدا على ذلك بنفسي عندما تعاملت معه عن قرب في موسم الحج 2017، حيث كان يعمل وقتها بهيئة الإسعاف ومسئول عن البعثة الطبية لحجاجنا، وقدم مجهود طيب وقتها، وكانت الآمال معقودة عليه عندما جاء محافظا لسوهاج، لكنه - وفقا للأهالي- لم يزور شطورة سوى مرة واحدة لتقديم واجب العزاء في شهيد القرية البطل عمر منازع الذي استشهد في سيناء الحبيبة وهو يؤدي واجبه المقدس لينضم لقوائم الشرف من الشهداء بالقرية.
نتمنى أن يكون هناك تحرك من هيئة الصرف الصحي لإنجاز المشروع الذي تاخر سنوات طويلة لأسباب واهية، وأن يوجه محافظ سوهاج بحل مشاكل القرية المرتبطة بقلة المرافق، حتى نخلق مناخ طيب لبلد طيب، تصدر لنا النوابغ والعلماء والمثقفين ، كان آخرها حصول نحو 30 طالب وطالبة من القرية على أكثر من 97 % بالثانوية العامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة