أن تخترع ضرسا يمضغ الطعام إلكترونيا ويهضمه فور دخوله الفم، قد يكون ذلك أمر أكثر سهولة من أن تكون مُتخصص فى "الأورسوا" أو التقويم، والزراعة، فهما تخصصان لا يمكن لأى دارس لطب الأسنان أن يلتحق بهما، وإن كان الوضع فى التقويم، يفوق الزراعة من حيث التضييق وقصره على فئات مُحددة من الأطباء، وفق ما أكده مجموعة من شباب أطباء الأسنان، الذين خاضوا تجربة الالتحاق بدراستهما.
قال شباب أطباء الأسنان، إن التخصيين لا يتم تدريسهما فى الكليات، وذلك لأنهم فى الأغلب يخشون زيادة أعداد الأطباء فيها، خاصة أن تكاليف العلاج بهما مرتفعة جدا، فأقل إجراء فيهما، وفى الأماكن البسيطة قد يصل إلى 10 آلاف جنيه، لذا أصبح تعلمهما مُتاح فقط من خلال كورسات خارج الجامعات، موضحين أن أسعار أقل الكورسات، ومدتها 5 أيام فقط، هو 10 آلاف جنيه، ويحتاج الطبيب لأكثر من كورس ليتمكن من استقبال مرضى فى العيادة، مشيرين إلى أن الكثير من الأطباء المُتخصصين يرفضون تدريبهم لفترة بعياداتهم، وفقط يطالبون بتحويل الحالات لهم.
وأضافوا فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"،: أغلب الكورسات تنظمها شركات، بالتعاقد مع أطباء، وفى الأغلب تعتمد على تشكيل مجموعات كبيرة من الراغبين فى دراسة تلك التخصصات دون النظر إلى الأعداد، حيث وصل عدد الأطباء فى مجموعة بكورس التقويم إلى 40 طبيب، دفع كل منهم 10 آلاف جنيه، لتلقى ذلك الكورس، مشيرين إلى أن أطباء الجامعات المُتخصصين فيهما غالبا ما يرفضون دخول أطباء جُدد فى مجالهم، حتى أنهم شكلوا تجمعات لهم ويضعون شروط مُحددة لقبول الانضمام لهم، لقصر العمل بتلك التخصصات عليهم، ومن يتم اختياره من جانبهم فقط.
وللتعليق على تلك المُشكلة، قال الدكتور أحمد الشيال، عضو مجلس نقابة أطباء الأسنان الفرعية بالجيزة، مقرر اللجنة العلمية، إن التقويم يتم تدريس معلومات مُقتضبه عنه فى الكليات فى الصف الثالث، لكنها ملعومات لا تُمكن الطبيب من تحمل حالات، بخلاف الحشو والخلع والتركيبات الذى يتم تعلمه بشكل جيد خلال الدراسة، ويتم تعليمهم عمليا، مشيرا إلى أن الزراعة يتم تدريسها من خلال معلومات نظرية فى أكثر من مادة، وبالنسبة لما بعد الدراسة، أما بعد الدراسة فأن الدراسات العليا للتقويم كانت صعبة بشكل كبير، إلا أن الوضع تحسن مؤخرا.
وأضاف الشيال، لليوم السابع،: حاليا بدأت بعض الكورسات تظهر فى الأسواق لبعض الأطباء من غير أساتذة الجامعات، وتبع ذلك الزمالة البريطانية المتخصصة فى التقويم، ويلجأ لها الكثير من الأطباء، إلا أن مشكلتها تكمن فى ارتفاع مصروفاتها بشكل كبير، حيث تقدر مصروفات العام الواحد 100 ألف جنيه، وهى لمدة 3 سنوات، غير الحالات، وبالتالى يدفع الطبيب فيها حوالى 500 ألف جنيه، مشيرا إلى أن الكورس المؤهل فقط للعمل فى حالات تقويم مُحددة تقدر قيمتها بـ10 آلاف جنيه، والبرامج الأقوى مُكلفة جدا، لافتا إلى أن السعر يتحكم فيه البرنامج الدراسى، والمكان، والمُدربين، وبالتالى الأسعار ليست ثابتة فى كل الأماكن.
وأكد أن تخصص الزراعة لا يوجد به مشكلة، خاصة أنه جامعتى عين شمس والقاهرة بهما حاليا ماجستير متخصص ومنفصل فى الزراعة، وجارى دراسة اعتماده من المجلس الأعلى للجامعات.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور حسين عبد الهادى، أمين صندوق النقابة العامة لأطباء الأسنان، إن سبب قصر العمل بالتخصصين على أعداد محدودة، يرجع إلى أنهما يحتاجان إلى قدرات خاصة لدى الأطباء، وليس لها علاقة بالقدرات المادية، وتخصصات دقيقة تحتاج إلى دراسة زائدة عن الدراسة الطبيعية، موضحا أنهما لا يتم تدريسهما فهما فى الجامعات، إلا من خلال بعض البرامج الخاصة مدفوعة الأجر فى جامعات القاهرة، عين شمس، والمنيا، وهى برامج متميزة لكنها تتطلب أن يحضر الطبيب دراسات عليا أو دبلومة فى هذا التخصص.
وأكد عبد الهادى، لليوم السابع، أن ذلك هو الوضع نفسه فى كل دول العالم، قائلا: فمثلا مؤتمر لزراعة الأسنان فى البرتغال اشتراكه 1400 يورو، فى حين أن أسعار الاشتراك فى نفس المؤتمرات فى مصر 3 آلاف جنيه، وهو فارق واضح، مما يؤكد أن التعليم فى مصر أرخص من أماكن أخرى، ومثلا: البرنامج الذى تصل مصروفاته إلى 500 ألف جنيه، فهى فى الخارج تقدر بـ30 ألف يورو، أى ما يوزاى 3 مليون جنيه.
وأوضح أن بدائل الدراسة بالتخصصان متاحة، فى التخصصات الباقية حيث تقدر مصروفات الماجستير فى حشو العصب، على مدار 5 سنوات، من 25 ألف إلى 30 ألف جنيه فقط، رغم أن العمل فى الحشو أكثر من الزراعة، والدراسات العليا بباثولوجيا الأسنان لا تتعد الـ15 ألف جنيه، لافتا إلى أن ذلك يحتاج إلى تحديد كل طبيب لأولوياته وموهبته، لتحديد أيا من التخصصات أفضل له، مشيرا إلى أن تلك التخصصات دقيقة، وفى حال ارتكاب خطأ بسيط فى الزراعة مثلا، قد يفقد المريض شعوره بالفك طوال حياته، أو أن يُصاب بمضاعفات كبيرة، مثل تآكل عظام الفك، وبالتالى أمر منطقى أن يكون التخصصات الدقيقة أسعارها أكبر من الباقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة