تمر اليوم الذكرى الـ17 على رحيل الفيلسوف المصرى الكبير عبد الرحمن بدوى، والذى غاب عن عالمنا فى 25 يوليو عام 2002، عن عمر ناهز 85 عاما.
ويعد عبد الرحمن بدوى أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب فى القرن العشرين وأغرزهم إنتاجًا، ويعتبره المهتمون بالفلسفة من العرب أول فيلسوف وجودى مصرى، لشدة تأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألمانى مارتن هايدجر.
فى عام 2000، نشر صاحب "موسوعة الفلسفة"، مذكراته فى كتاب ضخم، وصل عدد صفحاته إلى 768 صفحة، لدى المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وكان لنشر الكتاب صدى ضخم لدى الكثير من المثقفين المصريين، لأنه هاجم الكثير ممن اعتبرهم المثقفين العرب رموزا للوطنية المصرية، حيث هاجم وبشدة حزب الوفد المصرى القديم، والزعيم الراحل سعد زغلول.
حيث يقول "بدوى" فى مذكراته "سيرة حياتى الجزء الأولى (ص 48، 49)"، أن تاريخ مؤسس الوفد، سعد زغلول، كان قبل سنة 1919 على الأقل، تاريخا شائنا ينضح بالخيانة والوصولية وممالأة الإنجليز المحتلين.
وتساءل "عبد الرحمن بدوى" عدة أسئلة لتدليل على كلامه، قائلا: ألم يكن وزيرا – سعد زغلول- فى وزارة مصطفى فهمى، عميل الإنجليز الموغل فى الخيانة، ألم يكن واحدا من المصريين الستة الذين أقاموا حفلة توديع للورد كرومر حينما اضطرت إنجلترا، تحت تأثيرا مصطفى كامل عقب مأساة دنشواى إلى نقله من مصر مشيعا بكل اللعنات من جانب مصرى وطنى مخلص؟
فما تحدث بدوى فى مذكراته (ص 51) أن أنصار الإمام محمد عبده يرمزه إليه بـ"الإصلاح الدينى" وعموا أنه مصلحا دينيا، فنسألهم: أى إصلاح دينى قام به، ويقول متابعا: "لم يستطيعوا أن يذكروا إلا تفاهات شكلية، مثل تحليل لبس القبعة، وكأن هذا أمرا خطيرًا جدًا به يكون المرء مصلحا دينيا كبيرا.
ويصف "بدوى" لو كان لمحمد عبده من الإنتاج الفكرى ما يشفع له فى هذا اللقب لا تسع وجه العذر، ولكنه كان ضئيل الإنتاج جدا، إذ ليس له إلا كتاب صغير هو "رسالة التوحيد" وهى دروس ألقاها فى بيروت بعد خروجه من مصر، وهى متن فى علم التوحيد واضح العبارة، حسن الأسلوب، لكنه من حيث المادة بسيط لا يفيد إلا المبتدئين فى هذا العالم، وما عدا هذه الرسالة ليس له إلا تعليقات لغوية بسيطة على "مقامات" البديع الهمذانى و"البصائر النصرية" للساوى، و"نهج البلاغة" المنسوب إلى الإمام على بن أبى طالب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة