أثار احتفاء إعلام جماعة الإخوان الإرهابية بتغريدات نجل الرئيس الأسبق علاء مبارك جدلا واسعا وعلامات استفهام، فقد طل علينا علاء مبارك بتدوينة تسببت فى موجة كبيرة من الجدل، بعدما نالت هذه التغريدة إعجاب وائل غنيم أحد رموز ثورة 25 يناير، وهو الأمر غير المتوقع ودفع رود مواقع التواصل الاجتماعى بوصف هذه الواقعة بأنها تفوق الواقع وتصل لحد الخيال.
وقالت النائبة نشوى الديب، إن بعض القوى تخلط بين المعارضة والعبث بمؤسسات الدولة ومُقدرات هذا الوطن، لافتة إلى أنه على سبيل المثال بعض من شباب الاشتراكيين الثوريين تتلاقى مصالحهم وأفكارهم مع جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدة أن هذا ليس نوع من المعارضة إنما هو خلط بين المعارضة والعبث بمؤسسات الدولة العمودية مثل القوات المسلحة، ما يصب فى مصلحة أعداء الوطن وليس الوطن.
وأوضحت نشوى الديب، أن الجزء الآخر من هذا الخلط خاص بعلاء مبارك نجل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، لافتة إلى أن علاء مبارك لديه رغبة شديدة وغير مُبررة فى الظهور داخل دائرة الضوء، قائلة: "البعض دائما ما يحب الظهور ولا يحب الابتعاد عن الضوء حتى وإن كان هذا الضوء فى صفحات الحوادث".
وأضافت أن احتفاء إعلام جماعة الإخوان الإرهابية بتغريدات وتدوينات علاء مبارك على أعلى مستوى، وأن تكون آراءه منشورة على صفحاتهم وتحصل على اهتمام من عبثوا بأقدار الوطن، فإن هذا يحتاج منه إعادة النظر فيما يفعله وما يقوله أو أن يذهب للعلاج لدى طبيب أمراض نفسية إن كان لديه مشكلات فى الابتعاد عن دائرة الضوء.
وأشارت النائبة إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية وقياداتها كانوا على خط غير معادٍ مع الرئيس الأسبق مبارك، لافتة إلى أن مبارك كان يتهاون معهم وفى التصدى لأفكارهم الظلامية التى كانوا يسعون إلى نشرها فى الشارع المصرى، كما تهاون معهم فى تسليحهم، موضحة أنه عن طريق الأجندات التى يتحركون من خلالها لديهم مخطط يسيرون عليه ومازال موجود وأدواته تتجدد لإسقاط الدولة.
واختتمت نشوى الديب حديثها، قائلة: "على من مثل علاء مبارك أو غيره مراجعة نفسه مرة ثانية، أو أن يذهب لطبيب نفسى، مش كل ضوء يكون وطنى ومحترم ممكن يكون ضوء الظلام أفضل منه، واضح إنهم خدوا على الشهرة".
من ناحيتها، قالت الناشطة الحقوقية داليا زيادة، مدير ومؤسس المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة، إن علاء مبارك ربما يكون يسعى إلى خلق دور ومساحة لنفسه تمهيدا للتواجد السياسى خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت داليا أن دوافع تغريدات علاء مبارك تحتمل أمرين، الأول حسن النية وأنه يسعى إلى ممارسة حقه فى حرية التعبير واعتبر مواقع التواصل الاجتماعى مساحة مفتوحة لذلك، أو أن يكون ذلك مُخطط أبعد من مواقع السوشيال ميديا والتعبير عن الرأى، وأن يكون ما يفعله من باب الانتقام ومحاولة إعادة طرح إسم عائلة مبارك بشكل جديد يروق للقوى التى كانت رافضة لمبارك فى وقت سابق.
وفيما يتعلق بتجاوب أطراف مثل إعلام جماعة الإخوان الإرهابية والناشط وائل غنيم معه، قالت داليا إن الإخوان يحاولون القفز على أى مساحة من جديد، وربما يكونوا اعتبروا علاء مبارك وتغريداته نافذة لهم من أجل المرور للشعب والاستمالة لمجموعة الفلول، مضيفة "وبالنسبة للنشطاء فلا يمكن أن يتحول معارض إلى معجب لعلاء إلا لوجود سبب ما يدعو للتعامل بهذه الطريقة".
وتوقعت داليا أن يكون الهدف وراء ما يفعله ويروج له علاء مبارك تجميل صورة عائلة مبارك وتاريخها، لافتة إلى أنه فى ثورة 25 يناير حدث تحالف بين القوى الليبرالية وجماعة الإخوان فى ميدان التحرير، قائلة "الإخوان شاطرين فى النفوذ إلى المجموعات الأخرى".