لم يكن غريبا أن يخرج الإعلامى الإخوانى معتز مطر، ليدافع عن علاء مبارك، فالمذيع الإخوانى المعروف بلسانه البذئ، وإطلاقه للسباب يدافع عن شخصية فاسدة، لأنه يرى من تغريدات علاء مبارك التى يهاجم فيها المسئولين فرصة للتحريض ضد الدولة المصرية.
المذيع الإخوانى استغل برنامجه بقناة "الشرق الإخوانية" التى يترأسها أيمن نور، ليهاجم وسائل الإعلام وبالتحديد "اليوم السابع"، لأنها فضحت علاء مبارك، واستعرض المذيع الإخوانى تغريدة علاء مبارك، ليدافع عنها ويدافع عن علاء مبارك.
هذا الموقف يكشف كيف تعتمد قنوات الإخوان، تغريدات علاء مبارك فى الهجوم على الدولة المصرية، وتستعين بتربصه بالمسئولين المصريين كى تحرض ضد مصر وتسعى لتشويهها من إسطنبول.
معتز مطر يرفع شعار "المصلحة فوق الجميع"، فالإعلامى الإخوانى الذى كان يهاجم علاء مبارك فى السنوات الماضية ويقول أن هناك ثورة قامت ضد عائلة مبارك، نجده الآن يدافع عن علاء مبارك بعد أن وجده مادة يمكن استخدامها فى التحريض ضد مصر.
ويقول الدكتور طه على، الباحث السياسى، إنه من الطبيعي أن يدافع الإخوان ومن دار في فلكهم عن علاء مبارك حيث لم تكن الجماعة على خلاف مع نظام حسني مبارك بل إنها كانت جزءا من نظامه السياسي، ولم يكن لديهم الرغبة في الثورة ضده، حيث لم يشاركوا في أحداث 25 يناير إلا بعد أن دارت عجلة الأحداث وتأكدت الجماعة أن النظام في طريقه للسقوط بالفعل.
وأضاف الباحث السياسى، أنه من الطبيعي أن يدافع الإخوان، ورجالهم مثل معتز مطر وأبواقهم الإعلامية عن علاء مبارك مادام ذلك يمثل تحريضا ضد الدولة المصرية من وجهة نظرهم، وذلك من منطلق أن من يعادي عدوي فهو صديق لي، كما يرى إعلام الإخوان.
وأوضح الدكتور طه على، أن وزيرة الهجرة عبرت عما يدور بداخل الكثير من المصريين تجاه أي طرف يضمر المكيدة لبلدها، وذلك من منطلق وطني بعيدا عن المفردات التي استخدمتها، وهو ما جعل إعلام الإخوان يجدونها فرصة للاصطياد في الماء العكر لإثارة الرأي العام ضد ممثلى الدولة المصرية فى الخارج مثل وزيرة الهجرة أو غيرها.
ولفت الباحث السياسى، إلى أن مزاعم معتز مطر ومن خلفه جماعة الإخوان بأنهم يدافعون عن القيم ويعترضون على إشارة من هنا أو لفظ من هناك يدفع المرء للتساؤل: ألم يكن الإخوان وأعوانهم أول من أشاع الفاحشة في القول حينما تعرضوا لرموز الدولة المصرية في أعقاب خروج المصريين ضدهم في الثلاثين من يونيو؟!، ألم يكتظ الخطاب الذي يتبناه الإخوان ليل نهار على قنواتهم بالأكاذيب والقول الفاحش ما كان له بالغ الأثر في أن انفض المصريون عنهم حينما انكشفت أخلاقهم؟!.
وتابع الدكتور طه على: كيف يزعم أمثال معتز مطر أنهم خرجوا ضد نظام حسني مبارك بينما هم يدافعون عن علاء مبارك الذي كان أحد اسباب خروج المصريين على أبيه والإطاحة به في 2011؟.
كما تقول داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، إن الأزمة ليست في تويتات علاء مبارك نفسها، هو يقول رأيه ويعبر عن نفسه عبر فضاء السوشيال ميديا، وربما يكون يجهز لنفسه للعودة للحياة السياسية ويحاول حشد متابعين ومؤيدين مستخدماً طريقة انتقاد الحكومة القائمة، ولكن المشكلة الحقيقية في الإخوان وعناصرهم التي تحاول إيجاد أي مساحة ينفذون من خلالها لفئات معينة من الشعب بوجه جديد.
وأضافت داليا زيادة، أن هناك محاولات من الإخوان لاستمالة أنصار مبارك وعائلته من خلال خطب ود هذه الفئة عبر إظهار التأييد لمواقف وآراء علاء مبارك على السوشيال ميديا.
وحول دفاع معتز مطر عن علاء مبارك قالت داليا زيادة: هذا ليس بأمر جديد على الإخوان، فهم ماهرين جداً في التلون كالحرباء للدخول في وسط أي مجموعة سياسية والحديث بأن هناك نقاط مشتركة تستحق التعاون معهم، فمثلاً حدث ذلك مع تيار اليسار في شكل تحالفات مريبة ومثيرة للدهشة بين شباب اليسار وجماعة الإخوان رغم التنافر الكبير في أيديولوجياتهم السياسية، ونفس الأمر حدث أثناء ثورة يناير حيث استطاع الإخوان النفاذ بشكل مذهل إلى القوى الليبرالية والحركات الشبابية التي كانت تقود الميدان وقتها وتقفز على الثورة ومكتسباتها، وتصل للحكم بعد ذلك.