يخطط عدد من الشركات الخاصة والدول لبناء قواعد دائمة على سطح القمر واستعمار هذا الجسم الفضائى، لكن هذا الأمر لن يكون سهلا، فإن الظروف على سطح القمر قاسية، ولعل أبرزها دورة القمر التى تبلغ مدتها 28 يومًا، ينتج عنها أسبوعان من أشعة الشمس المستمرة يتبعهما أسبوعان من الظلام فى معظم خطوط العرض.
ووفقا لما ذكره موقع "phys" العلمى، فإن القمر يفتقر إلى أى جو لتوزيع الحرارة من الشمس، ويمكن أن ترتفع درجات الحرارة خلال النهار إلى 130 درجة مئوية، كما تم تسجيل أبرد درجات الحرارة ليلا عند -247 درجة مئوية.
ويعنى عدم وجود جو وقائى أيضًا أن هناك حماية قليلة ضد الإشعاع الكونى الضار، بما يعنى أن على سكان القمر بناء مبانى بجدران سميكة بما يكفى لمنع الإشعاع من الدخول واستخدام بدلات الفضاء عند مغادرة المنشأة.
موائل القمر
ويجب أن تكون الجدران قوية أيضًا بما يكفى لتحمل فروق الضغط بين الخارج والداخل وللتعامل مع تأثير الميكروميتوريت، وهى بقع صغيرة من الصخور والغبار تتسرب إلى السطح بسرعات عالية.
وهناك مشكلة أخرى تتمثل فى انخفاض الجاذبية على سطح القمر، أى سدس فقط التى توجد على سطح الأرض، وبمرور الوقت، يمكن أن يسبب هذا مشاكل مثل فقدان العضلات والعظام.
وعلى الرغم من قلة الخطط التى صدرت عن وكالات الفضاء فى هذا الشأن، يمكننا افتراض أن القواعد الأولى على سطح القمر يجب أن يتم بناؤها مسبقًا ونقلها إلى القمر من الأرض، حتى يمكن استخدامها على الفور.
ويجب أن تحافظ أى قاعدة كهذه بشكل موثوق على الهواء القابل للتنفس، بمعنى أنه يجب توفير الأكسجين وإزالة ثانى أكسيد الكربون، وتستخدم محطة الفضاء الدولية (ISS) بالتحليل الكهربائى لتفتيت الماء إلى أكسجين وهيدروجين وتهوية ثانى أكسيد الكربون فى الفضاء.
مصادر الطاقة
من بين أهم العناصر لهذه القاعدة هى الطاقة، حيث تدعم محطة الفضاء الدولية عادة ستة رواد فضاء عندما يكون طاقمها كاملًا وتتطلب 75 كيلو وات إلى 90 كيلو وات من الطاقة، لكل شىء بدءًا من دعم الحياة وتشغيل المعدات العلمية إلى إعادة تدوير المياه.
اعتمادًا على عدد المستعمرين القمريين والمهام التي يقومون بها، يمكن اعتبار شرط الطاقة هذا كحد أدنى، ويوجد خيار واحد هو استخدام الألواح الشمسية.
لكن إذا كانت القاعدة تقع في المناطق الاستوائية، فلن تنتج الألواح الشمسية الطاقة إلا لمدة 14 يومًا على التوالي، تليها أسبوعان من الظلام.
لذلك يتعين على المستعمرين تخزين الطاقة في البطاريات واستخدامها خلال الفترة المظلمة، وإذا وضعت القاعدة في القطب الشمالي أو الجنوبي، فستحصل الألواح الشمسية على ضوء الشمس المستمر.
الغذاء
سيتوجب على سكان القاعدة القمرية البقاء على قيد الحياة بنظام غذائي أساسي، فيجب توفير اللحوم والأطعمة الأخرى بواسطة سفن الإمداد، لأن الزراعة تحتاج إلى بنية تحتية كبيرة، ولكن من الممكن نظريًا زراعة نباتات في التربة القمرية، حيث تظهر نماذج الكمبيوتر أن الطماطم والقمح قد ينموان على سطحه.
سوف تحتاج النباتات إلى كميات كبيرة من المساحة لتكون قادرة على توفير ما يكفي من الغذاء، فيجب أن تكون القاعدة كبيرة بما يكفي لاستيعاب ذلك.
وفي حين أن العديد من العناصر الغذائية للمحاصيل متوفرة في التربة القمرية، فإن غياب النيتروجين هو أمر ضروري لنمو النبات، ولا يزال يمثل تحديًا كبيرًا.
