بعيدا عن أن مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المستقيل يتحمل بمفرده الفشل الكبير فى الشكل والمضمون الذى ظهر عليه المنتخب الوطنى فى بطولة الأمم الأفريقية 2019 والتى أقيمت على أراضينا، فإن المدرب المكسيكى، خافيير أجيرى، كان بمثابة المسمار الأخير فى نعش الاتحاد، بسوء اختياراته، وعدم قدرته على التقييم الصحيح، وقراءة الملعب، والابتكار، بجانب ضعف الشخصية..!!
صفات أجيرى هى نفس صفات المدير الفنى للنادى الأهلى مارتن لاسارتى، ورغم فوزه ببطولة الدورى العام، لكن لم يقدم جديدا مقنعا، من حيث الأداء والجمل التكتيكية فى الملعب، والإبداع فى التغييرات وقراءة المباراة، وتطبيق أفكار تفاجئ الخصوم، ثم والأخطر أنه فشل تماما فى إدارة المواجهات مع الفرق الكبيرة، مثل الزمالك وبيراميدز وصن داونز، بجانب عدم قدرته على الاستعداد بشكل جيد للمواجهات الخارجية، وتلقى الأهلى هزائم مخزية من فرق ضعيفة..!!
وإذا عقدت مقارنة بين مارتن لاسارتى، وبين خافير أجيرى، فستجدهما متشابهين إلى حد التطابق، فى الاختيارات والقناعات والعنت وعدم القدرة على التوظيف الجيد للاعبين، وفقر شديد فى الخيال والابتكار والإبداع، وغياب الشراسة فى الملعب، بجانب ضعف الشخصية أمام النجوم..!!
وهناك فارق شاسع، على سبيل المثال، بين الساحر مانويل جوزيه، وبين مارتن لاسارتى وكل المدربين الأجانب الذين استقدمهم النادى الأهلى، من بعده، سواء فى الخيال والإبداع والابتكار، أو قوة الشخصية والتحفيز، ولذلك حقق انتصارات وحصد بطولات، لن تتكرر، وإن تكررت فلن تكون بالأمر اليسير..!!
مارتن لاسارتى، ضعيف الشخصية، ويتسم بالعنت الشديد، وعدم القدرة على التقييم والتوظيف وإيجاد الحلول السريعة، ولولا الإدارة التى وفرت له أجواء الاستقرار وكل الدعم، بجانب «تنمر» سيد عبدالحفيظ، وتمرسه فى منصبه الإدارى، ما حقق لاساراتى أى انتصارات تذكر..!!
ورغم هذه الخطايا التى تسكن جينات لاسارتى، فإن مجلس إدارة النادى الأهلى يسير ببطء شديد وعكس اتجاه العقل والمنطق، راكبا قطار العنت الشديد، فى عملية تغيير المدير الفنى.
نعم، مجلس إدارة القلعة الحمراء مصابون بمرض النوستالجيا «الحنين إلى الماضى» ومحاولة استدعائه لتطبيقه فى وقتنا الحاضر، وهى خطيئة كبرى، فلا يمكن استدعاء الماضى بحِراكه ولا زمانه ولا أشخاصه، فلكل زمن رجاله وحِراكه ومتغيراته، لذلك فإن حالة العنت والبطء الشديد المسيطرة على إدارة الأهلى، دفعت تكلفتها الباهظة الثمن فى ارتباكهم فى عملية الانتقالات الصيفية العام الماضى، ثم صححوا وبشكل ثورى أخطاءهم فى الانتقالات الشتوية، ثم عاد هذا الميركانو الصيفى، لحالة البطء الشديد إلى درجة الملل، والعنت الأشد إلى حد الخراب..!!
الجميع، خبراء ونقادا وجماهير، يدركون تماما أن الأهلى ليس لديه مهاجم شرس ويسجل من أنصاف الفرص، وأن وليد أزارو لا يصلح لقيادة هجوم الأهلى، وأن متعته وموهبته الجوهرية هى إضاعة الفرص، السهلة منها قبل الصعبة، بجانب أجاى وجيرالدو، علاوة على رفيقيهما مروان محسن وعمرو جمال، ورغم ذلك لم تتحرك الإدارة لحل هذه الأزمة، ونفس الأمر فى الخط الخلفى «الدفاع» يحتاج إلى ترميم عاجل وجوهرى، إذا أرادت الإدارة إعادة هيبة النادى الأهلى قاريا..!!
أيضا الإدارة، وعندما شكلت لجنة كرة، ضمت الدكتور طه إسماعيل وزكريا ناصف وخالد بيبو، ومع تقديرنا لهذه القامات، إلا أنها تعمل ببطء شديد، وبطريقة قديمة وكلاسيكية مقيتة، ونسأل لماذا لم تضم اللجنة، وليد صلاح الدين أبرز من يتمتع بعين فاحصة ومتمرسة، ولديه القدرة على الفرز والتقييم؟!
أيضا، مقعد المدير الفنى للقلعة الحمراء، مقاسه واسع جدا على الإدارة الفنية الحالية بقيادة مارتن لاسارتى والمدرب العام محمد يوسف، واتيحت فرصة كبيرة لتغييرهما، إلا أن الإدارة ولجنتها العتيقة، تتباطأ بشدة، وسيعانى الأهلى، وهذا الذى لا نتمناه، فى بطولة أفريقيا فى موسمه الجديد.. ونخشى من فشل لاسارتى، على غرار فشل أجيرى، فيسدد مجلس الإدارة الحالى، بقيادة الأسطورة محمود الخطيب، نفس الفاتورة التى سددها اتحاد كرة القدم..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة