كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية أن المشككين العلميين يدعون أنه لا يوجد دليل حقيقى على أن الملح يسبب مشاكل صحية، لكن فى الأسبوع الماضى حذر الخبراء من تناول الطعام مع إضافة الملح.
ووفقا لدراسة حديثة فزعم الباحثون أن الآلاف أصيبوا بأزمات قلبية وسكتات دماغية، وتوفى 1300 شخص بسبب فشل الشركات المصنعة فى تقليل الملح فى الأطعمة.
وقال البروفيسور سايمون كابويل، مؤلف الدراسة، إن آلافا آخرين سيموتون إذا لم يتم اتخاذ إجراء ينادى به المشاركون فى الحملة بفرض ضرائب أعلى على الأطعمة المالحة، على غرار ضريبة السكر، لكن يقول المشككون العلميون إنه لا يوجد أى دليل حقيقى على أن تناول الملح يؤدى إلى مشكلة صحية.
الصورة المشهور للحد من تناول الملح
هل يتذكر أحد "Sid the Slug "، تلك الشخصية ذائعة الصيت فى عام 2004 عندما راقبت الوكالة الحكومية لمعايير الأغذية، ووضعت صورته عبر اللوحات الإعلانية والتليفزيونية، في جميع أنحاء البلاد إلى جانب شعار: "الكثير من الملح يمكن أن يؤدى إلى أزمة قلبية!"
أضرار وفوائد الملح
وأوضحت صحيفة "ديلى ميل" أن الرسالة إذا كانت بحاجة إلى التوضيح، فهى تؤكد أن الملح يقتل الرخويات، وهو أمر سيئ لنا نحن البشر أيضًا، فاستهلاك الملح المفرط يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم، وهى مشكلة تؤثر على واحد من كل 10 بريطانيين، مما يزيد بشكل كبير من خطر النوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقليل حوالى 1 جرام من متوسط استهلاك الملح يوميًا لكل شخص إلى حوالى 8 جرامات أو ملعقتين صغيرتين في اليوم، هذا هو أقل بكثير من 11 إلى 12 جراما المستهلكة يوميا من قبل البريطانيين قبل 50 عاما، لكنه كان ولا يزال أعلى من 6 جرامات، أو ملعقة ونصف شاى فى اليوم، وهو الموصى به لمنع النوبات القلبية، والوفيات المبكرة.
وقالت الصحيفة، فى عام 2011، استجابةً للقلق المتزايد بشأن الملح "الخفي" في الوجبات الجاهزة، التزمت صناعة الأغذية في بريطانيا بتقليل كمية الإضافات والأهم من ذلك، وافقت الحكومة على وضع حدود قانونية، ولكن فى مكان ما على طول الخط، انخفض الدافع لتقليل استهلاك الملح، وحملات شخصية "Sid the Slug " على جانب الطريق.
وأضافت أنه فى الأسبوع الماضي حذر الخبراء من التداعيات الكارثية للنهج الحالى، فقد عانى الآلاف من البريطانيين من نوبات قلبية، وسكتات دماغية، وتوفي 1300 شخص، لأن المصانع فشلت فى تقليل الملح في الأطعمة، حسب الباحثين.
إضافة الملح على الطعام هل ضار أم مفيد
إذن ما هى الحقيقة؟ هل الملح ضار بنفس القدر من السكر؟
قالت صحيفة "ديلى ميل" إن الصوديوم أحد مكونات الملح الكيميائية يعد من العناصر الغذائية الأساسية، ويحتاجه الجسم لتحسين وظائف القلب، والعضلات، والأعصاب، وللحفاظ على الماء، لكن الكثير أو القليل جدًا منه يمكن أن يسبب مشاكل، وتتم مهمة الحفاظ على مستويات متوازنة عن طريق الكلى الذى يطرد أى فائض من خلال ترشيحه من الدم، وإيداعه فى البول، الذى يتم إفرازه، لكن الكلى لا يمكنها التعامل إلا مع الكثير، إذا لم يتمكنوا من التخلص منه بسرعة كافية، فإن الصوديوم يتراكم فى الجسم، مما يؤدى إلى سحب المزيد من الماء فى الدورة الدموية، وزيادة حجم الدم وخلق المزيد من العمل للقلب، وزيادة الضغط على الأوعية الدموية.
وقالت الصحيفة إنه بمرور الوقت يمكن أن يؤدى ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم، أو نوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو هكذا تذهب النظرية، التي طرحت لأول مرة منذ أكثر من قرن.
وحاول العلماء فى السنوات السابقة علاج ارتفاع ضغط الدم عن طريق الحد من تناول الملح، لكن نتائج التجارب كانت متغيرة، فقد شملت المرضى الذين لا يتناولون شيئًا، سوى الأرز والبطاطا والفواكه والجبن.
هل الملح قاتل
وفى وقت لاحق لاحظ الباحثون أن الأشخاص في أفريقيا، الذين هاجروا من المناطق الريفية (حيث كانت الوجبات الغذائية منخفضة الملح) إلى المدن (حيث كانت الوجبات الغذائية أكثر ملاءمة) أصيبوا فجأة بارتفاع ضغط الدم.
وأوضحت الصحيفة أن دراسات حديثة تضمنت إجراء تعديلات على وجبات الأطفال حديثي الولادة، لإظهار أن خفض تناول الملح أدى إلى انخفاض ضغط الدم، ووجدت الأبحاث التي أجريت في أوائل التسعينيات أن خفض الملح على ما بين 4 و6 جرامات يوميًا، يقلل بشكل كبير من ضغط الدم، لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم، وأصبحت الرسائل الصحية تؤكد أن الملح سبب رئيسى لارتفاع ضغط الدم، كما أنه يضر بصحتنا مثل التدخين، والسمنة، وشرب الكثير من الكحول.
ما بين مؤيد ومعارض عن الملح
لكن ليس كل العلماء مقتنعين على مدار العشرين عامًا الماضية، كما أظهرت بعض الدراسات أن تناول الكثير من الملح كان سيئًا لصحتك، كما أن الوجبات الغذائية قليلة الملح تقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم، فقد تعارضت دراسات رئيسية أخرى مع هذا، فقد بحثت ورقة نشرت في عام 1988 فى استهلاك الملح فى 52 دولة مختلفة، الناس فى كوريا، على سبيل المثال، حيث يبلغ متوسط استهلاك الملح حوالى 12 جرامًا في اليوم، كانوا أكثر عرضة لخفض ضغط الدم، عن مواطني البلدان ذات معدل استهلاك الملح المنخفض.
ووجدت مراجعتان أخرتان لدراسات خفض الملح، في عامي 2003 و2004، أنه على المدى الطويل التمسك بنصيحة الحكومة بشأن خفض الملح قلل من ضغط الدم بشكل هامشي، وأظهرت إحدى الهيئات البحثية الصحية أن هناك القليل من الأدلة على الاستفادة على المدى الطويل من تقليل تناول الملح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة