مثل معظم أبناء الشعب المصري، جلسنا أمام التلفاز في مثل هذا اليوم، نترقب بشغف بيان القوات المسلحة، وعندما وصل ـ الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقتها ـ لجملة "يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة" ارتفع هتافنا "تحيا مصر" ليزاحم هتاف الجيران، قبل أن نتجمع جمعياً في ميدان التحرير للإحتفال.
كنا كغيرنا، على يقين أن بلدنا ستعود لنا مرة أخرى، وأن الـ 12 عجاف سيمروا وينتهوا دون رجعه، وكنا نتوقع أن جماعة الإخوان لن ترحل بهدوء، وإنما ستجنح للعنف والدم كسابق عهدها.
حاولت الجماعة ضرب البلاد بالفوضى ففشلت، بعدما أحبطت الدولة كافة مخططاتها، فحاربت إرهاب الإخوان، وعلى التوازي كان البناء والتنمية في كافة ربوع بلادنا، فظهرت المشروعات التنموية والوطنية، وعادت مصر من جديد لأحضان المصريين وشمسها الذهب.
أعتقد أنه من ضمن المكتسبات العديده لثورة 30 يونيو، عودة التلاحم الشعبي مع جهاز الشرطة، خاصة بعدما رفض الضباط الإنصياع لمطالب الإخوان ـ وقت حكمهم للبلاد ـ بحماية مقارهم والتصدي للمتظاهرين، وقرروا الانحياز للشعب.
ولم يكتفي أبطال الشرطة بذلك، وإنما قرروا التصدي لعنف الإخوان وتقديم أرواحهم فداءً للمواطنين عقب ثورة 30 يونيو، الأمر الذي جعل جموع الشعب المصري يتعاطفون مع رجال الشرطة، خاصة الشهداء الأبرار الذين سطروا ملاحم بطولية.
وإمتداداً لجسور التعاون والتلاحم مع الشعب، جاءت مبادرة "كلنا واحد"، التي وفرت الأغذية للمواطنين بأسعار مخفضة لمحاربة الغلاء وجشع التجار، فضلاً عن توفير ملابس الطلاب والأدوات المدرسية وسداد رسوم غير القادرين، وتوجيه قوافل طبية لعلاج البسطاء من المواطنين في القرى والنجوع، واستقبال مستشفيات الشرطة لبعض الحالات، والتوسع في منافذ "أمان" وتحريك سيارات محملة بالأغذية تجوب المناطق المحرومة، والإهتمام بذوي الإعاقة والمرضى وكبار السن في المواقع الشرطية، وعقد برتوكولات تعاون مع الجهات المعنية لخدمتهم، وتعليم الضباط والأفراد لغات الإشارة للتعامل مع أصحاب القدرات الخاصة، وتكريم الفائزين منهم ببطولات وجوائز.