دخلت تركيا على خط المواجهة المباشرة ضد الشعب الليبى وجيشه فى معركة تحرير طرابلس، وذلك بتقديم الدعم اللوجيستى والعسكرى إلى المليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة فى محاور القتال بالعاصمة الليبية، لعرقلة العملية العسكرية التى تقودها القيادة العامة للقوات المسلحة لتحرير البلاد من المسلحين والإرهابيين.
التركيز التركى على المصالح الاقتصادية وعدم احترامها لسيادة الدولة الليبية أحدث حالة من الغضب الشعبى والرفض للدور الذى يلعبه نظام أردوغان دخل الأراضى الليبية، ما دفع الليبيين لاستحضار مواقف أجدادهم من الجرائم التى ارتكبها العثمانيين ضد القبائل الليبية فى القرن التاسع عشر.
انتهاك تركيا لقرار حظر التسليح المفروض على ليبيا قد يؤدى إلى دفع دول إقليمية لإغراق الأراضى الليبية بالأسلحة والذخائر، وهو ما يهدد أمن واستقرار دول الجوار الليبى وتهيئة البلاد لانتقال إرهابيين ومقاتلين من كل حدب وصوب للتمركز داخل ليبيا.
أحلام أردوغان بإحياء أمجاد العثمانيين دفعته لارتكاب أفعال حمقاء ضد الشعوب الليبى وقد تلطخت يداه بدماء العرب فى سوريا والعراق وليبيا، وذلك من أجل تحقيق وهم دولة الخلافة الذى يستخدمه الرئيس التركى ودراويشه فى الترويج لأفكار حزب العدالة والتنمية الإخوانى بعد تراجع أسهمه خلال السنوات الماضية.
الغريب أن تركيا التى تدعى أنها تدعم ثورة 17 فبراير التى أطلقها الشعب الليبى عام 2011 كانت آخر دولة تعترف بالمجلس الانتقالى الليبى، وذلك بعد دخول قطر على خط المواجهة مع نظام القذافى وحشدها لإسقاط المؤسسات الأمنية، لإرساء مشروع المليشيات والكتائب المسلحة فى المنطقة، خاصة داخل التراب الليبي.
ويسعى أردوغان لاستخدام ليبيا كورقة فى إطار الصراع الإقليمى الذى تقوده أنقرة فى المنطقة، ومحاولة ابتزاز دول الجوار الليبى للسماح لأنقرة بتنفيذ مخططاتها الخبيثة فى الإقليم من سرقة ونهب ثروات ومقدرات الشعب وسرقة النفط والغاز فى المتوسط أو اقتطاع أراض عربية وضمها لأنقرة، وهو ما تخطط له تركيا بتواجدها العسكرى فى الشمال السوري.
المتابع للتحركات التركية فى الإقليم يكتشف مدى الفشل الذريع للرؤية التركية التى يقودها أردوغان سواء فى شمال العراق وسوريا أو داخل الساحة اليبية، فضلا عن رفض الشعوب العربية والإفريقية للمخطط التركى الخبيث الذى تسعى أنقرة من خلاله لنهب المزيد من ثروات ومقدرات الشعوب، وذلك عبر بث الفتن والفرقة بين أبناء الوطن الواحد والتدخل عسكريا لتفعيل أجندتها داخل الإقليم.
فشل الدعم العسكرى التركى فى عرقلة عملية "طوفان الكرامة" التى يقودها الجيش الليبى لتحرير طرابلس يثبت مدى ضيف أفق الرئيس أردوغان الذى أضر بمصالح تركيا الاقتصادية والسياسية والاقتصادية، وباتت أنقرة فى عهده منبوذة من كافة الشعوب العربية التى ترتبط بعلاقات وثيقة مع الشعب التركى رغم السياسات التخريبية للنظام التركى الحاكم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة