محمود عبدالراضى

الواتس الذي أفسد طعم ودفء البيوت

الأربعاء، 31 يوليو 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"مهندس في دعوى نشوز: زوجتى ضربتني بآلة حادة لانشغالي بالهاتف أثناء حديثها"، خبر صغير في قسم الحوادث يسرد قصة إنهيار أسرة بسبب إنشغال الزوج المتكرر بالهاتف المحمول عن زوجته، الأمر الذي آثار حفيظتها وجعلها تتعدى عليه بآلة حادة ليفقد معها الوعي، بحد وصفه، في دعوى النشوز.

للآسف..الخبر قد يبدو عادياً للبعض، جريمة تتكرر وستكرر كثيراً، لكن في الواقع هذا الخبر يلفت الإنتباه لمشاكل وكوارث بدأت تحاصر حياتنا بسبب الإفراط في إستخدام الهاتف المحمول، الذي حول حياتنا لشىء روتيني، وقتل صلة الأرقام والأجواء الأسرية ودفء البيوت.

من منا مازال يقطع كيلو مترات عديدة لزيارة الأقارب والأهل في أوقات زمنية قريبة حتى الآن؟ ومن منا مازال يذهب بنفسه لصديق أو قريب ألم به الحزن لتقديم واجب العزاء ومشاطرته الحزن؟، ومن منا مازال يذهب لقريب أو صديق يحتفل بمناسبة سارة ليشاركه الفرح ويرسم السعادة على الوجوه؟

للآسف..أصبحنا جميعاً ـ أنا وأنت ـ نستعيض بهذا الجهاز ـ المحمول ـ في لتقديم التهاني أو المواساة دون التحرك من أماكننا، مقطعين صلة الأرحام، فأصيبت صداقاتنا بالبرود والجفاء، واندثرت قيم الود والمحبة.

عزيز القارىء..لا تستغرب عندما تسمع قصة أسرة كاملة مكونة من أب وأم و3 أولاد يعيشون داخل شقة صغيرة، يجلسون داخلها على أمتار قليلة، ويتحدثون فيما بينهم عبر "الواتس" أو "الشات"، فالأم تعلن عن قدوم الغذاء عبر "جروب المنزل" ، فلا يتحدث أحد مع الآخر، إلا من خلال هذه الآلة الصماء، التي لا تعرف لغة الود والمحبة والأُلفة.

للآسف..كعادة الكثير منا أساءنا استخدام كل شىء، وعلى رأسها الهاتف المحمول، فبدلاً من إجراء المكالمات والدخول على الانترنت في الأشياء الهامة، أصبحنا نقضي معظم يومنا نتصفح الهاتف المحمول، ولا نغادره حتى نخلد للنوم، حيث يكون قاب قوسين أو أدنى منا متصلاً بشاحن الكهرباء.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة