صور.. جريمة فى حق أقدم المبانى الأثرية بالدقهلية على نهر النيل.. استراحة الخديوى إسماعيل ترممها شركة خاصة بالطوب الأحمر والأسمنت بهدف تحويلها لمتحف لمشاهير الطب والعلم والفن.. ومسئول بالآثار: به مخالفات جسيمة

الأربعاء، 31 يوليو 2019 07:00 م
صور.. جريمة فى حق أقدم المبانى الأثرية بالدقهلية على نهر النيل.. استراحة الخديوى إسماعيل ترممها شركة خاصة بالطوب الأحمر والأسمنت بهدف تحويلها لمتحف لمشاهير الطب والعلم والفن.. ومسئول بالآثار: به مخالفات جسيمة
الدقهلية شريف الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جريمة جديدة تشهدها محافظة الدقهلية على مدار الساعات الماضية، تمثلت فى قيام إحدى شركات المقاولات الخاصة، باستخدام أدوات البناء من الطوب والرمل والأسمنت والزلط، فى أعمال ترميم وتطوير استراحة الخديوى إسماعيل، الواقعة على كورنيش النيل بمدينة المنصورة، وهو الأمر الذى أثار غضب عدد من المواطنين مطالبين بسرعة التحقيق ووقف الأعمال ضد أحد أقدم المبانى الأثرية فى مصر عامة والدقهلية خاصة.

 

تفاصيل الأزمة بدأت عندما قرر الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، عمل متحف يضم مشاهير المحافظة من أهل الفن والعلم والثقافة والأدب والطب والمجالات المختلفة الأخرى، ولذلك حدد موقع واستراحة الخديوى إسماعيل الأثرية، لتكون مقرا لهذا المتحف المرتقب تنفيذه وإنشاءه، خاصة وأن هذه الاستراحة تقع فى أفضل منطقة بمحافظة الدقهلية نظرا لوقوعها على نهر النيل مباشرة.

جريمة فى حق أقدم المباني الأثرية بالدقهلية على نهر النيل (1)

ومع دخول قرار محافظ الدقهلية حيز التنفيذ، تم تكليف احدى شركات المقاولات الخاصة بأعمال التريم والتطوير، ومع بداية عمل الشركة لأعمال التطوير والترميم، فوجئ الأهالى باستخدام ادوات البناء التقليدية فى أعمال التشييد أعلى وداخل استراحة الخديوى إسماعيل وهو ما اعتبره عدد من أبناء المحافظة نوعا لتشويه مبنى أثرى مهم للمحافظة ولمدينة المنصورة.

 

وعن تفاصيل ما يدور فى استراحة الخديوى إسماعيل بالمنصورة الموجودة على نهر النيل، رصدت عدسة اليوم السابع جريمة كبرى فى حق المبنى الأثرى والتى يقع بمنطقة المختلط على بعد امتار قليلة من ديوان عام محافظة الدقهلية، وتصل مساحته حوالى 1500 متر، ويضم بداخله قاعتين و15 حجرة وصالة كبيرة وكان مخصصا كاستراحة للملكة نازلى والملك فاروق، وذلك من خلال أعمال البناء والتشوين للطوب والأسمنت.

جريمة فى حق أقدم المباني الأثرية بالدقهلية على نهر النيل (2)

ولكن تبين اثناء عملية التجديد والإحلال بعدم مراعاة المكانة الأثرية للمبنى وطرازه المعمارى، وتم استخدام أدوات المبانى الحديثة، من زلط ورمل وطول أحمر، مما أدى إلى تشويه المبنى.

 

المبنى الأثرى كان قديمًا سرايا ملحقة من قصر الخديوى إسماعيل باشا لاستقبال الشخصيات الحكومية التى تأتى لزيارة المنصورة، وظل يقوم بوظيفته حتى عام 1870. وبعد ثورة يوليو 1952 تم تحويل المبنى إلى مكتبة عامة لأبناء المحافظة الدقهلية، واحتوت المكتبة على أمهات الكتب التاريخية، وبعد فترة وجيزة استولى الحزب الاشتراكى على المبنى ليحوله كمقر له.

جريمة فى حق أقدم المباني الأثرية بالدقهلية على نهر النيل (3)

وبعد أن تدهور الأوضاع بالمبنى وخاصة بعد ثورة 25 يناير، واحتراق الكتب واللوحات الفنية الموجودة بداخل المنى على يد الثوار، وأصبح الوضع سيئ للغاية، وتعاقب المحافظين على ولاية المحافظة حتى قرر الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية بتحويل المبنى المغلق منذ عام 2011 عقب ثورة يناير، لمتحف لمشاهير وأعلام المحافظة، مع الاحتفاظ بالنسق المعمارى وتراثه وتاريخه، وطالب خلاله اللجنة المسؤولة عن التطوير، بالانتهاء من الدراسات المعمارية والإنشائية. 

 

وكان شاروبيم طالب بأن تشمل خطة التطوير عرض تاريخ الشخصيات التى أثرت الحياة فى مصر، ومقتنياتهم التى تمثل حقبة تاريخية هامة فى تاريخ الدقهلية ومصر كلها.

جريمة فى حق أقدم المباني الأثرية بالدقهلية على نهر النيل (4)

وخصص محافظ الدقهلية مبلغ 6.5 مليون جنيه لإنشاء متحف لأعلام الدقهلية فى مختلف المجالات العلمية والثقافية والفنية، مؤكدا أنه سيتم الاحتفاظ بالقيمة الأثرية والمعمارية للمبنى مع إنشاء صالات للعرض وفق ما توصل اليه العرض المتحفى فى العالم.

 

وكان اللواء محسن حفظى محافظ الدقهلية الأسبق فى عام 2011م، قرر تحويل المبنى لمتحف أعلام الدقهلية، وتعطل القرار بسبب منع حراسات الأموال التصرف فى أملاك الحزب الوطنى، وأغلقت نوافذ المبنى بالطوب الأحمر.

 

وأخيرا وبعد مطالبات عديدة من مواطنى محافظة الدقهلية لمحافظين متعاقبين لاستغلال المقر وتأسيس متحف يضم أبرز شخصيات المحافظة؛ خصص الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية 6.5 مليون جنيها لإنشاء متحف أعلام الدقهلية، ليضم أهم الشخصيات فى مختلف المجالات التاريخية والدينية والفنية والثقافية مثل: الشيخ محمد متولى الشعراوى، والبابا تواضروس الثانى، ورائد التعليم على باشا مبارك، والدكتور إبراهيم أبو النجا، مؤسس جامعة المنصورة، وشهيد حرب أكتوبر إبراهيم الرفاعى، والدكتور أحمد مستجير، عالم الهندسية الوراثية، وكوكب الشرق أم كلثوم، وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى فى الشرق الأوسط، والدكتور أسامة الباز، وشقيقه الدكتور فاروق الباز، والكاتب محمد حسين هيكل، والفنان عادل إمام، والشيخ جاد الحق على جاد الحق، والموسيقار رياض السنباطى، والشاعر إبراهيم ناجى، ووزير الأوقاف الأسبق محمود حمدى زقزوق، والشيخ نصر الدين طوبار، ورائد الصحافة الحديثة محمد التابعى، والمفكر والكاتب الكبير أنيس منصور، وعبد اللطيف البغدادى عضو مجلس قيادة ثورة 1952، والشيخ سيد النقشبندى، وشاعر الجندول على محمود طه، والفنان يونس شلبى، والضيف أحمد، والرائدات الإعلاميات تماضر توفيق وسهير الإتربى وصفاء حجازى، وسامية الإتربى.

جريمة فى حق أقدم المباني الأثرية بالدقهلية على نهر النيل (5)

ومن جانبه قال سامح الزهار، الخبير الأثرى بوزارة الآثار المصرية، أن ما يتم فى استراحة الخديوى اسماعيل من أعمال بناء وترميم وتطوير أمر به مخالفات جسيمة فى حق مبنى أثرى يجب الحفاظ عليها، مؤكدا أن ذلك تم ويتم لأن أعمال الترميم والتطوير تم إسنادها لشركات غير متخصصة فى أعمال الترميم والتطوير الأثرى، وكان لابد من إسنادها لشركات متخصصة فى هذا المجال وخاصة صندوق التنمية الثقافة الحكومى، أو إسنادها لمستشارين متخصصين فى أعمال الترميم الأثرى.

 

وطالب سامح بسرعة التحرك لوقف هذه الأعمال على أن يتم وضع تصور كامل لعملية الترميم والتطوير يشرف عليها جهات مختصة سواء حكومية أو خاصة مع مراعاة ضرورة توفير أجهزة دفاع مدنى ووضع سيناريو للعرض المتحفى وتوضيح المقتنيات التى سيتم عرضها للمشاهير من أعلام المحافظة.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة