وجه فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو للمرة الثانية بمنصب رئاسة بلدية اسطنبول، صفعة قوية لحزب "العدالة والتنمية" الذى يقوده الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لا سيما أن تلك المدينة ظلت لسنوات طويلة تحت "ظلال" الحزب الحاكم.
وقالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إن شعبية الديكتاتور اردوغان تنخفض بشكل كبير خاصة بعد فقدانه لبلدية اسطنبول ، فى ظل أزمة اقتصادية ، مؤكدة أن أردوغان يمر بفترة من حالة عدم اليقين الشديد فى مستقبله ، كما أن المشهد السياسى فى البلد تغير بشكل كبير، وهو ما يزيد من ضعفه.
وقال ليزيل هينتز ، أستاذ فى كلية الدراسات الدولية بجامعة "جونز هوبكنز" إن " خلال العقد الماضى ، بنى أردوغان نظامًا استبداديًا شخصيًا موحدًا للغاية ، ولم تكن إسطنبول بمثابة شعار للمكان الذى بدأ فيه حياته السياسية فحسب ، بل أيضًا كمصدر هائل للدخل يمكن استخدامه للحصول على الدعم الانتخابى".
وأكد الخبير للصحيفة "لقد رأينا بالفعل من خلال تكرار الانتخابات أنه لم يكن مستعدًا للسماح لها بالانتقال بسهولة ، والآن علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت حكومة إمام أوغلو كعمدة قد تتدخل بطريقة ما ، عن طريق قطع التمويل وإعاقة قدرته.
وأكد الخبير السياسى أن "فوز إمام أوغلو ضربة كبيرة لأردوغان تصل الى إمكانية نهايته، كما تسببت فى إضرار حزبه بشكل غير عادى،و تلعب تلك المعارك دوراً مهماً فى تشكيل أحزاب جديدة وظهور تقسيمات أخرى داخل حزب العدالة والتنمية".
وأشار إلى أن منح المعارضة أكبر مدينة فى تركيا وأكبر قوة اقتصادية ، تهدد سيطرة أردوغان القوية على السلطة ، لأن قدرته على توزيع الموارد بين أتباعه ستكون محدودة للغاية.
وقال بيرك إيسن ، أستاذ العلاقات الدولية لإنفوباى إن "الركود الاقتصادى والانقسامات داخل الحزب الحاكم ، تزيد من هذه الهزيمة ومن الضغط عليه، فالمعارضة لديها الآن قاعدة سلطة محلية لتحديه فى الرئاسة.
وأكد الخبير أن ارتفاع التضخم يعتبر أيضا المتغير الذى يؤثر على المواطنين ، فالتضخم وصل العام الماضى الى 20.3% ، ومرت البلاد بأزمة عملة ادت إلى انخفاض الليرة التركية بنسبة 30% فى عام 2018، لتصبح ثانى أكثر العملات الناشئة انخفاض قيمة فى العالم ، وراء البيزو الأرجنتينى.
وبالاضافة إلى ذلك هناك "البطالة" ، التى ترتفع منذ شهور من 9.7 ٪ فى مايو من العام الماضى ، فقد ارتفعت إلى 14 ٪ فى أبريل 2019.