مازال التوتر الأمريكى - التركى يزداد حدة يوم تلو الآخر، فى ظل إصرار أنقرة على إتمام صفقة منظومة S-400 الصاروخية الروسية، وفى المقابل أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تجميدها صفقة بيع 100 مقاتلة من طراز F-35 لأنقرة، وهو ما دفع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، للتعليق على القرار الأمريكى، قائلا: "أن رفض واشنطن تسليم بلاده مقاتلة "إف-35" سيكون نوعا من "السرقة"، لأن تركيا قد سلمت واشنطن 1.4 مليار دولار سلفا فى إطار صفقة هذه المقاتلات".
وقال أردوغان فى تصريح صحفى خلال زيارته للصين: "إذا كان لديك زبون، والزبون يقوم بالدفع فى الموعد، فكيف لا تعطيه سلعته؟ هذا يسمى سرقة".
صفقة المقاتلات على المحك!
وأضاف أردوغان، أن تركيا دفعت حتى الآن 1.4 مليار دولار لشراء المقاتلات الأمريكية، وأنها تسلمت أربعا منها وأن الطيارين الأتراك يذهبون للولايات المتحدة للتدريب.
وتأتى تصريحات الرئيس التركى فى وقت تستمر فيه الخلافات بين واشنطن وأنقرة حول إصرار الأخيرة على شراء صواريخ "إس-400" الروسية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين، أن إدارة الرئيس الأمريكى لا تزال تعتزم فرض عقوبات على تركيا وشطبها من برنامج "إف-35" إذا اشترت هذه المنظومة الروسية.
وذكرت تقارير إعلامية أن أنقرة ستعمل على الحصول على المقاتلة الروسية "سو-57" عوضا عن "إف-35" فى حال تعنت الجانب الأمريكى، وتخلفه عن تنفيذ التزاماته تجاه تركيا.
رسالة أمريكية لأنقرة
وكان وزير الدفاع الأمريكى بالوكالة باتريك شاناهان أوضح فى رسالة إلى نظيره التركى خلوصي آقار، عزم واشنطن "إيقاف تدريب الطيارين الأتراك على استخدام المقاتلة وتجميد تسليم أنقرة المقاتلات ومشاركتها فى تصنيعها بحلول نهاية يوليو المقبل، وهو الموعد النهائى لوصول الشحنة الأولى من الصواريخ الروسية الى تركيا".
وأضاف في رسالته: "تركيا لن تستطيع الحصول على مقاتلات F-35 فى حال استلامها منظومة S-400 لأن ذلك سيلحق الضرر بتعاونها مع الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسى على السواء وبقطاع الصناعات الدفاعية الأمريكية وبالأهداف الاقتصادية المشتركة للبلدين التى ستتعرض لضربة قوية فى حال تطبيق قانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة على تركيا".
تصعيد تركى
فيما شدد وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، على أن تركيا تبحث حاليًا موعد استلام منظومة الدفاع الصاروخية الروسية إس-400 ومن غير الممكن التراجع عن شرائها.
وأضاف أبان أوغلو: "يصعب علينا فهم موقف الولايات المتحدة بشأن منظومة إس- 400 حيث أنها لم ترد إيجابيًا على اقتراحاتنا البناءة بشأن منظومة إس- 400 ونحن اشتريناها بغض النظر عن فرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا فيما نناقش حاليًا موعد تسليم المنظومة ومن غير الممكن أن نتراجع عن شرائها".
وتابع: "الشركاء الآخرون فى مشروع مقاتلات إف- 35 لا يؤيدون خطوات الولايات المتحدة وهم منزعجون من موقفها وهى لا تنسجم مع اتفاق الشراكة".
وأكد: "لا نستطيع أن ننتظر من الناتو أو حلفائنا حماية تركيا في حال تعرضها لأى هجوم لأنه لا يستطيع أن يحمي سوى 30% من المجال الجوى التركى ولا يحق لأى بلد توجيه التعليمات لتركيا".
تأييد الناتو لترامب
فيما كانت قد علقت الولايات المتحدة بأنه فى حال إصرار تركيا على الشراء بأنها ستقود صناعة الدفاع التركية الناشئة إلى الخراب، باستخدام قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات CAATSA.
وضم "الناتو" صوته لصوت ترامب معلنا التحذير ذاته لتركيا، حيث قال ينس ستولتنبرج أمين عام حلف شمال الأطلسى (ناتو)، إن تركيا ستتعرض لعواقب وخيمة جراء نشر منظومة الدفاع الجوى "إس-400" الروسية فى ظل إعلان أمريكا فرض عقوبات على تركيا فى حال حدوث ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة