كارولا راكيتا قبطانة ألمانية تهزم اليمين الإيطالى.. قضاء روما يبرئها

يبدو أن رحلة الألمانية "كارولا راكيتا" قبطان سفينة إنقاذ المهاجرين"سى ووتش 3" التى اشتهرت بالشجاعة وقررت المجازفة لإنقاذ أرواح المهاجرين من الغرق وأدخلتهم إلى ميناء لامبيدوزا الإيطالية، آلت إلى النهاية السعيدة، وذلك بعد الإفراج عنها لعدم صحة ما وجه إليها من اتهامات.

وأصدرت القاضية "اليساندرا فيلا" قرار بالإفراج عن اركيتا لعدم صحة الاتهامات الموجهة ضدها، وقالت إنه لا توجد جريمة من الأساس، حيث أن المتهمة راكيتا " تصرفت بواجبها، وأنقذت أرواح كانت عالقة فى البحر"، ليتم إطلاق سراحها على الفور، رغم محاولات اليمين الإيطالى ووزير الداخلية الإيطالى ماتيو سالفينى بإدانتها.

وكانت راكيتا ستواجه السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات إذا وجهت إليها اتهامات بتعريض حياة أربعة أفراد شرطة للخطر بعد اصطدامها بزورق تابع للشرطة أثناء رسوها بسفينة الإنقاذ "سى-ووتش" وعلى متنها 41 مهاجرا أفريقيا، لكنها ربما تواجه تهما متفرقة أخرى منها دعم الهجرة غير الشرعية.

وأبرزت الصحف الإيطالية تعاطفها مع راكيتا وأشادت بشجاعتها ووفائها بأداء واجبها، ووفقا لصحيفة "الجورنال" فإن مكتب المدعى العام فى أجريجينتو بصقلية رفض التوقيع على مرسوم "طرد" لكابتن سفينة "سى ووتش" كما طلب سالفينى، وقالت الصحيفة إن من أهم أسباب الافراج عن راكيتا هو اعجاب الناس من جميع انحاء العالم بالعمل الشجاع التى قامت به ، وهو ما ضغط على القاضية للإفراج عنها.

وأضافت الصحيفة أن قرار الافراج عن الناشطة الألمانية تسبب فى غضب عارم لدى سالفينى ، المعروف بموقفه المعارض للهجرة ، وقال "لن اتوقف عن محاولة الحصول على العدالة ضد القبطانة الألمانية".

راكيتا

وقالت الصحيفة إن سالفينى يتبع سياسة "الموانئ المغلقة وغرامات الإنقاذ"، ولذلك فهو يغلق الموانئ على جميع السفن التى تنقذ المهاجرين، وكذلك فرض غرامة لأى قائد أو مدير سفينة ينقل المهاجرين إلى الموانئ الإيطالية ، وتم وضع مبلغ 5000 يورو غرامة  لكل مهاجر تم انقاذه.

وقالت روبن نيوجباور متحدثة باسم "سى ووتش" المنظمة الغير حكومية التى تنتمى إليها "كارولا راكيتا" "على ألمانيا وأوروبا النظر فى الاتجاه الآخر على مأساة المهاجرين التى تترك عشرات من القتلى كل عام"، مؤكدة أن "خطأ الوضع الحالى، يعود إلى سالفينى، الذى أمر بإغلاق الموانئ ، وكذلك من جانب الحكومة الألمانية وجميع الدول الاوروبية التى لم تكن مسئولة منذ أكثر من أسبوعين عن أى شئ".

كارولا راكيتا

بدورها، أكدت صحيفة "ميلينو " الإيطالية أن النشطاء الاجتماعيون والأشخاص المنتمون إلى منظمات غير حكومية يعرفون جيدا المخاطر التى تنطوى على عملهم، ولكن هذا لم يمنعهم من أداء واجبهم الإنسانى الذى يثير اعجاب العالم، ويجعل منهم شخصيات عامة مشهورة مثلما حدث مع راكيتا، وليس هناك شك فى ظهور مثل راكيتا مرة آخرى.

وقالت الصحيفة: "راكيتا كانت على أتم الاستعداد للذهاب إلى السجن، لمساعدتها الناس التى كانت فى شدة الاحتياج وعلى مشارف الموت، فقد اتبعت السلوك الصحيح والوفاء بواجبتها، وذلك على الرغم من الخطاب الثقافى المهيمن المتمثل فى اللامبالاة الأنانية.

أما صحيفة "لاريبوبليكا" فقالت إن  أليساندرو جامبيرينى، محامى راكيتا ، أعلن رفع دعوى تشهير ضد سالفينى ، ورد الوزير "يخرق القانون ويهاجم السفن الإيطالية ، ثم يرفع دعوى ، الغوغاء لا يخيفونى ، والشيوعى الألمانى غنى ومدلل".