وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، الدعوة إلى أسر الشهداء لحضور مباراة مصر وجنوب أفريقيا اليوم، وذلك فى دور الـ 16 من بطولة الأمم الأفريقية والمقامة على ستاد القاهرة، وفق خبر عاجل أفادت به وسائل الإعلام.
خبر مبهج، من شأنه إدخال الفرحة لقلوب "عشعش" بداخلها الحزن، لفقد الأب أو الزوج أو الأخ، وتأكيداً على أن الدولة لم ولن تنسى أبنائها الأبطال، الذين قدموا أرواحهم فداءً للجميع، فهم باقون في ضمير ووجدان هذا الوطن.
المتابع للمشهد جيداً، يلاحظ أن الرئيس يولي إهتمام خاص بأسر الشهداء، فلا يكاد يتواجد في مناسبة إلا ويستدعي الحديث عنهم، ويحتفل دوماً معهم في المناسبات الدينية والوطنية، "يطبطب" على الصغار في الأعياد، ويهنىء الأمهات في عيد الأم، ويزيح الحزن من القلوب، ويعيد البسمه من جديد على تلك الوجوه.
وإنطلاقاً من هذا الإهتمام الرئاسي، إهتمت كافة مؤسسات الدولة بالشهداء وأسرهم، فتنظم وزارة الداخلية رحلات الحج والعمرة لهم، وتتابع العلاقات الإنسانية أبناء الشهداء وتفحص مشاكلهم.وتحلها.
والملفت للإنتباه، أن أسر الشهداء يسطرون ملاحم بطولية مثل ذويهم تماماً، من خلال صبرهم وثباتهم، والاستعداد لمزيد من التضحية من أجل هذا الوطن، والدفع بأبناء الشهداء لاستكمال مسيرة الآباء، مثل ابن الشهيد اللواء محمد جبر مأمور مركز شرطة كرداسة، الذي تخرج من الشرطة لاستكمال مسيرة والده.
أعتقد أن المشهد سيختلف تماماً في ستاد القاهرة الليلة، ما بين نجوم يصدرون السعادة للمصريين من داخل الساحرة المستديرة، وأسر أبطال في المدرجات يصدرون القوة والصلابة للجميع.
هؤلاء الأسر دون غيرهم، هم الأبطال الحقيقون الذين تحملوا الكثير من أجل هذا الوطن، فمن منا يتحمل القلق والخوف كل لحظة على ابن أو زوج أو أخ يعمل فى مواقع شرطية، أو تحت رصاص الإرهاب على أرض الفيروز، من منا يودع ابنه كل صباح ولا يدرى سيراه مرة أخرى أم ينتظره فى جنازة عسكرية بمسجد الشرطة، من منا يستطيع أن ينام أو يأكل أو يشرب أو يمارس حياته بشكل طبيعى وابنه يداهم وكرًا إجراميًا، أو يقف فى كمين تحاصره نيران الإرهاب، من منا يتحمل القلق المميت كل لحظة ويُخطف قلبه من صوت الهاتف ربما كان يحمل خبرًا سيئا عن الابن الغائب، إذا كنا- أنا وأنت- لا نتحمل ذلك فلنعظم شهدائنا وأسرهم ونستقبلهم بالهتاف الليلة في ستاد القاهرة.