لم يتوقع أحد أن يصبح هذا الطفل "جامع الكرات" واحداً من أبرز المهاجمين فى تاريخ نيجيريا، ويصعد بمنتخب بلاده إلى كأس العالم لأول مرة فى تاريخها، ويحرز أول أهداف "النسور الخضر" فى المونديال، ويصبح الهداف التاريخى لنيجيريا وأحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم القارة السمراء هو الأسطورة رشيدى ياكينى.
رحلة رشيدى ياكينى، التى بدأها جامعا للكرات ودخوله عالم الساحرة المستديرة من بوابة نادى يونايتد نيجيريان تكسلينز حتى إعلانه اعتزال كرة القدم، مرت بالعديد من النجاحات والإنجازات وسطر خلالها التاريخ وصنع المجد لمنتخب بلاده، توج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب فى القارة، واختارته مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية مؤخرا ضمن قائمة أفضل 30 لاعباً فى أفريقيا، فاستحق أن يكون أسطورة أفريقية.
ما بين بدايته مع الساحرة المستديرة واعتزال الكرة فى سن الـ43 تاريخ حافل بالإنجازات، ويعد 1994 العام الذهبى فى مشوار "ياكينى" الكروى، والذى صنع خلاله المجد وكتب اسمه فى سجلات التاريخ عندما توج مع نيجيريا ببطولة أمم أفريقيا التى أقيمت فى تونس آنذاك، وحصل على لقب أفضل لاعب، وهداف البطولة برصيد خمسة أهداف.
فى نفس العام، قاد "ياكينى" منتخب بلاده للصعود إلى كأس العالم، لأول مرة فى التاريخ، وسجل أول أهداف نيجيريا بالمونديال فى مرمى بلغاريا، وهو الهدف الذى ظل احتفاله به عالقاً فى أذهان جماهير كرة القدم، عندما دخل النسر النيجيرى الشباك البلغارية وأمسك بها وأخذ يصرخ بكلمات لم يفهمها أحد، ويحث تلك الشباك على استقبال الهدف الثانى.
حوار رشيدى ياكينى مع الشباك البلغارية واحتفاله بهذه الطريقة المختلفة جذب أنظار العالم من شدة فرح اللاعب النيجيرى بأول أهداف منتخب بلاده فى كأس العالم، وتناولت صحف العالم آنذاك احتفاله الغريب وإبداع النسور فى المونديال، خاصة بعد صعودهم لدور الثمانية، واختير "ياكينى" فى هذا العام أفضل لاعب بالقارة السمراء.
النسر النيجيرى حلّق فى ملاعب ثلاث قارت، وبلغ عنان السماء فى تجربة احترافية حافلة بالإنجازات، فبعد نجاحه مع عدة أندية نيجيرية، احترف فى صفوف أفريكا سبور الإيفوارى، وقرر الانطلاق إلى أندية القارة العجوز ليعيش أفضل فتراته الكروية، فانتقل إلى صفوف فيتوريا سيتوبال البرتغالى والذى قضى معه 4 أعوام، سجل خلالها 90 هدفاً فى 108 مباريات، وفاز بجائزة أفضل لاعب أفريقى فى موسمه الثالث عام 1993، ثم انتقل إلى أولمبياكوس اليونانى، الذى لم يشارك معه سوى فى أربع مباريات، ليقرر الانضمام إلى الدورى الإسبانى من بوابة خيخون والذى لعب فى صفوفه لمدة موسمين، ليعود إلى نادى فيتوريا سيوتال، قبل الانتقال إلى زيوريخ السويسرى الذى أحرز معه 14 هدفا فى 28 مباراة فى محطته الأوروبية الأخيرة، قبل العودة إلى القارة السمراء من بوابة البنزرتى التونسى موسم 1998/1999 ثم الانتقال إلى آسيا وخوض تجربة فى الشباب، والعودة إلى أفريكا سبور الإيفوارى وجوليوس بيرجر قبل أن يختتم مشواره فى ناد نيجيرى هو جيتواى إبيكوتا وهو فى عمر الـ43 عاما.
وعلى الرغم مما تداولته وسائل الإعلام حول مرضه النفسى الذى تم تشخيصه بثنائى القطب، ودخول فى حالات من الكآبة والتى فسرها البعض بأنها كانت سبباً فى وفاته أو انتحاره، حسب بعض الروايات، إلا أن الثابت أن رشيدى ياكينى كان رجلاً متديناً وملتزماً بتعاليم الإسلام، يداوم على الفرائض بعد التدريبات طيلة مسيرته الكروية، كما عرف عنه التواضع وعدم الظهور فى وسائل الإعلام، لذا فإننا لا نملك سوى احترام تلك الموهبة الكروية التى كتبت تاريخ نيجيريا فى المحافل الدولية، وتحولت إلى أسطورة كروية تستحق التكريم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة