أقر البرلمان فى فرنسا تشريع قانون يهدف بفرض الضرائب على شركات التكنولوجيا على رأسهم أمازون وأبل وفيس بوك وجوجل، وقد تم وضع خطط لجعل أكبر شركات التكنولوجيا تدفع مليارات الدولارات للضرائب فى أوروبا.
وحسب موقع "بيزنس إينسادر" البريطانى، أشار بوريس جونسون المرشح لرئاسة وزراء بريطانيا، دعم اقتراحات فرض الضرائب على شركات التكنولوجيا، خاصة مع وجود غضب متزايد بشأن الضرائب التى تدفعها الشركات الأمريكية فى أوروبا، وسيكون الهدف من فرض الضرائب هو مكافحة الخطط المعقدة التى تضعها معظم شركات التكنولوجيا الأمريكية لتجنب دفع مبالغ ضريبية عالية.
وتقوم شركات التقنية الأمريكية بتقليل قيمة الضرائب التى تدفعها عن طريق توجيه مبيعاتها من خلال شركات تابعة لها فى دول ذات قوانين ضرائب قليلة مثل أيرلندا، ثم تقوم تلك الشركات التابعة بالإبلاغ عن الإيرادات تبعًا للشركة الأم، مما يجعل تقارير الإيرادات أقل وبالتالى تدفع قيمة ضريبة أقل.
وتخطط فرنسا لمنع حدوث ذلك مرة أخرى عن طريق فرض ضريبة على المبيعات الفرنسية لشركات التكنولوجيا التى يتجاوزها عائدها 844 مليون دولار، وعلى الإيرادات الفرنسية التى تزيد عن 28 مليون دولار، وهذا من شأنه أن يزيد خزينة الدولة بحوالى 563 مليون دلار كل عام.
وقد وافق مجلس النواب الفرنسى يوم الخميس على مشروع القانون الذى يقترح فرض الضريبة، و حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس سيقدم الاقتراح للكونجرس الأسبوع المقبل، حيث من المتوقع أن يتم إقراره والموافقة عليه.
ويذكر أن برونو لو ماير وزير المالية الفرنسى قد قال فى مارس إن هذه الضريبة غرضها تحقيق العدالة، بجانب أن شركات التكنولوجيا تستخدم بيناتنا الشخصية وتحقق أرباحًا كبيرة من هذه البيانات دون دفع الضرائب المستحقة.
كما قال المستشار فيليب هاموند إن بريطانيا ستفرض ضريبة قدرها 2 ٪ على العائدات الرقمية، والتى يمكن أن تجلب ما يصل إلى 502 مليون دولار سنويًا لخزينة الدولة أيضًا، وقد أيد جونسون هذه الفكرة.
وقال بوريس جونسون: "أنه أمر غير عادل أن تدفع الشركات الآخرى الضرائب، فى حين أن عمالقة التكنولوجيا مثل فيس بوك وجوجل وأمازون لا يدفعون شيئًا، وأنه علينا إيجاد طريقة لفرض ضرائب على هذه الشركات".
كما رحب داميان كولينز، المشرع البريطانى، بما قاله جونسون، مؤمدا أنه لا تساهل فى تحميل فيس بوك مسؤولية اختراق بيانات كامبريدج، وقال: " يتعين على شركات التكنولوجيا دفع ضرائب بقيمة الأعمال التى يقوم بها فى بريطانيا".
كما استغل زعيم حزب العمل "جيريمى كوربين" عيد ميلاد شركة أمازون، للحديث عن مشكلة الضرائب، إذ قال لها: "أنت مدينة للشعب البريطانى بملايين الضرائب مقابل الخدمات العامة التى نعتمد عليها جميعًا، يرجى دفع حصتك العادلة".
My card to @Amazon on its 25th birthday.
— Jeremy Corbyn (@jeremycorbyn) July 5, 2019
"You owe the British people millions in taxes that pay for the public services that we all rely on. Please pay your fair share."#Amazon #Amazon25 pic.twitter.com/8YewzxEb1K
وقالت كل من فرنسا وبريطانيا إنهما يأملان فى أن تقبل الدول الأخرى خططهما، فهناك محادثات مستمرة بين مجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية بشأن إصلاح طريقة فرض ضرائب على الشركات.
وقد سبب كل هذا مفاجأة لشركات التكنولوجيا التى ستضطر لدفع المليارات للضرائب، وتزامنًا مع ما قاله هاموند، قالت مجموعة شركات TechUK االبريطانية، إن "نوع الضريبة المقترحة سيكون سيئًا للاستثمار وسيئًا بالنسبة للاقتصاد البريطاني".