خالد ناجح

عندما نجلس لنقص ونروى

الإثنين، 08 يوليو 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"نعم سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه.. وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره.. وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتي تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء"... (جزء من خطاب الرئيس محمد أنور السادات فى افتتاح الدورة الاستثنائية لمجلس الشعب فى١٦ أكتوبر ١٩٧٣)

 

هذا الكلام ومع اختلاف الظرف والزمان ينطبق على ما قامت به الدولة المصرية عندما تبنت استراتيجية تنموية طموحة تقوم على إصلاحات اقتصادية شاملة وجريئة، تستهدف تحقيق أمن المواطن المصرى واستفادته من ثمار التنمية، وفى الوقت نفسه تخوض حربًا ضروسًا ضد الإرهاب وتمكين جيل الشباب الذى يمثل غالبية سكان مصر من الاستقرار والعيش الآمن.

 

مصر تبنى من جديد على أسس راسخة بفكر عظيم مستنير فى جميع المجالات بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وصارت نموذجًا عالميًا لتسامح الأديان بل واصبحت عاصمة التسامح الدينى بعد أن كانت مهددة بحرب طائفية، ولن ننسي المواقف الوطنية لقداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ومقولته الشهيرة الصادقة: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن" وبهذه الروح الوطنية تبقى الكنائس تعانق المساجد، فبقيت الكنائس والمساجد والأوطان والأديان، وبذلك تقدم مصر الدور والنموذج المتفرد في مجال الحرب الشاملة على الإرهاب، والذى لا يقتصر فقط على المواجهة العسكرية والأمنية، وإنما يتجاوز ذلك تقديم مصر لنموذج للمواجهة الفكرية الشاملة من قبل المؤسسات الرسمية والثقافية والدينية المصرية، وذلك فى إطار مبادرات رئيس الجمهورية الرائدة فى مجال مراجعة الخطاب الدينى وغرس ثقافة التعايش وقبول الآخر، حيث تحقق هذه المقاربة المصرية الشاملة استفادة مؤكدة لجميع دول المنطقة والعالم فى مواجهة الفكر المتطرف على المستوى الدولى.

 

ولابد هنا أن نتذكر ما قاله وشدد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى مايو 2019  على أن البلاد تبنى بالعمل والإخلاص والاستقرار والسلام والجهد والعرق، وأضاف: "واحنا بنعمله وبندفع دم فى مواجهة الإرهاب"، كان الرئيس وقتها فى افتتاح عدد من المشروعات القومية.

 

نعم فى فترة زمنية وجيزة للغاية تمكنت السواعد المصرية من بناء حضارة عمرانية جديدة توازى وربما تزيد على كل ما بنته مصر عبر تاريخها الضارب فى أعماق التاريخ، هذه النهضة العمرانية التى تشهدها مصر ما كان لها أن تأتى لولا رؤية القائد الذى حلم وسار وراء تحويل الأحلام إلى حقائق، فظهرت مدن كاملة فى وقت قياسى لتحول رمال الصحارى إلى مجتمعات عمرانية تشع حضارة تجلب الخير لأهلنا في كل مكان بمحافظات مصر، وادعوكم إلى قياس هذه النهضة العمرانية التى تصل لحد المعجزة لا يمكن أن تأتى إلا عبر رؤية مصر من أعلى وبآلية تتيح حساب فارق الإنجاز بين فترات زمنية محددة لمعرفة ما يحدث على أرض مصر من ثورة عمرانية، وهذا القياس لا يوفره إلا جوجل إيرث الذى يسجل تضاريس أى جزء من الأرض كبرت أو صغرت وأيضًا عمل مقارنات زمنية لتحديد مقدار الإنجاز على مدار فترة زمنية محددة لتعرفوا ما تم من إنجازه.

 

لم يتم ذلك بسهولة ودون معاناة وتضحية من الشعب المصرى، والرئيس السيسى يعلم ذلك ويقدره، ولا أنسى عندما جاء ذلك خلال منشور كتبه الرئيس السيسى على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"

 

فى مستهل هذا العام 2019 عندما كتب "تأملت العام الماضي باحثاً عن البطل الحقيقى لأمتنا، فوجدت أن المواطن المصرى هو البطل الحقيقى.. فهو الذى خاض معركتى البقاء والبناء ببسالة، وقدم التضحيات متجرداً وتحمل كُلفة الإصلاحات الاقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة".

 

نعم المواطن المصري هو البطل الحقيقى وهو ما جعل مصر تستقر وتقود منطقة تعتبر من أكثر بقاع العالم عرضة لمخاطر تفكك الدول الوطنية، وما يعقبها من خلق بيئة خصبة للإرهاب وتفاقم الصراعات الطائفية، ويعد الحفاظ على قوام الدول وإصلاحها أولوية أساسية لسياسة مصر الخارجية فى المنطقة العربية.

 

واستقرار مصر يعطيها الفرصة لتقوم بمساعدة الدول العربية لتخطى أزماتها بما يحقق الامن والاستقرار فى المنطقة وانعكاس ذلك على الأمن القومى المصرى والمبدأ نفسه ينطبق على سياسة مصر تجاه ليبيا مثلا التى تضطلع مصر فيها بدور مركزى لدعم إعادة بناء الدولة، خاصة فيما يتعلق بتوحيد المؤسسة العسكرية لتوفير بنية قادرة على الدفاع عن ليبيا ومواجهة مخاطر الإرهاب، كما تعمل أيضا على منع تحول ليبيا إلى بؤرة جديدة لاستقطاب الإرهابيين والمتطرفين فى المنطقة، وهنا مصر نجحت فى تحويل الإرهاب من قيد على الدور المصرى الخارجى إلى أداة استغلتها لفرض رؤيتها الإقليمية فى محاصرة الأنظمة السياسية التى تمول وتدعم الإرهاب مثل قطر وتركيا، بعد أن أصبح لدى العالم  قناعة حقيقية أن دور مصر فى مواجهة الإرهاب فى المنطقة لا يمكن الاستغناء عنه، وأصبحت القاهرة محور التنسيق لاستراتيجيات هذه المواجهات إقليميا ودوليا.

 

الفضل فى كل ذلك للمواطن المصرى الذى وقف خلف قيادته وبلده وجيشه وشرطته، لاقتلاع جذور الإرهاب وإعادة مصر إلى مكانتها التى تليق بها بين الأمم والشعوب.

 

نعم كان المواطن المصرى هو البطل الحقيقى فى إنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى، لتحمله الكثير من أجل عودة الثقة فى الاقتصاد المصرى، ووضعه على الطريق السليم، وليس فقط للجيل الحالى، ولكن للأجيال المقبلة من أولادنا وأحفادنا بعد أن نجلس معهم لنقص ونروى بطولات هذا الشعب العظيم كل فى موقعه.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة