دخلت عملية "طوفان الكرامة" التى أطلقها الجيش الوطنى الليبى فى أبريل الماضى مرحلة حاسمة، وذلك بعد دفع القوات المسلحة الليبية لتعزيزات عسكرية ضخمة إلى محاور القتال فى طرابلس، وهو ما يشير إلى قرب عملية اقتحام القوات لقلب العاصمة لتحرير من قبضة المسلحين.
ودفعت القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر خلال اليومين الماضيين بتعزيزات العسكرية هى الأكبر منذ إطلاق عملية "طوفان الكرامة"، وتضم التعزيزات وحدات من قوات المظلات والصاعقة وقوات برية مدربة على حرب الشوارع.
كان الجيش الوطنى الليبى قد أطلق فى الرابع من أبريل الماضى عملية "طوفان الكرامة" لتحرير طرابلس من قبضة المليشيات المسلحة التى تسيطر على مؤسسات الدولة الليبية فى العاصمة، وهى العملية التى دفعت قوات الجيش الليبى بأبرز الألوية العسكرية للمشاركة فى عملية التحرير.
كان المتحدث الرسمى باسم الجيش الليبى اللواء أحمد المسمارى قد أكد انهيار المليشيات المسلحة فى طرابلس، لافتا إلى أن المسلحين لم يتبق لهم إلا الطائرات بدون طيار التركية بعد القضاء على الطائرات الحربية التى تمتلكها مليشيات مصراتة.
وأكد المسمارى خلال مؤتمر صحفي أن الروح الانهزامية بدت ظاهرة على الميليشيات المسلحة، مشيرا إلى مقتل 21 مسلح من أنباء مدينة مصراتة خلال اليومين الماضيين، وذلك خلال المواجهات العسكرية من قوات الجيش الوطنى الليبى، متهما قادة مليشيات طرابلس بالزج بالشباب الليبى وتحديدا من أبناء مدينة مصراتة فى آتون المعارك بدل أن يكونوا على رأس عملهم أو في جامعاتهم أو على مقاعد دارستهم.
وحاولت حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج الوقيعة بين أبناء القبائل الليبية فى المنطقة الشرقية، ومحاولة شق صف قبائل ليبيا بالترويج لأكاذيب حول رفض القبائل الليبية لعملية "طوفان الكرامة" لتحرير طرابلس، وهو ما دفع عمد ومشائخ وأعيان برقة فى ليبيا للتأكيد على وقوفهم ومؤسسات المجتمع المدنى وأهالى برقة بكافة أطيافهم صفا واحدا خلف قوات الجيش الليبى، ودعم قرار المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبى فى إعلان حالة النفير والتعبئة العامة.
وأكدوا أن الجيش الليبى مؤسسة وطنية شرعية محترفة وأن تحركه لتحرير طرابلس قرار سيادى تدعمه القبائل بكل قوة، وأدانوا بأشد العبارات ما يقوم به النظامين التركى والقطرى من جلب للسلاح ودخولهم فى المعارك التى يخوضها الجيش الليبى ضد المليشيات الإرهابية.
وأشاد عمد ومشائخ وأعيان برقة (مدن المنطقة الشرقية فى ليبيا) فى بيان صحفى، الإثنين، بدور الجيش الليبى ورجال الأمن لتحرير البلاد من تنظيم داعش وجماعة الإخوان وفلولهم فى درنة وبنغازى والهلال النفطى، مؤكدين أن هذه الجماعات التى تخلت عن عشائرها وتحالفت مع الأجنبى وقبلت العمل مع الجماعات المتطرفة تهدف تمزيق الأمة، ونشر بذور الفتنة حيث عملوا على استمرار الأزمة الليبية ففتحوا جسور جوية وبحرية لنقل السلاح والإرهابيين من سوريا والعراق بمنهجية تركية وقطرية لإنقاذ مشروع الإخوان المفسدين فى ليبيا بعد هزيمتهم بمدن برقة.
ويسعى رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج للحصول على مزيد من الدعم العسكرى والمالى من النظام التركى، وذلك لعرقلة عملية الجيش الوطنى لتحرير طرابلس من قبضة المسلحين، ومحاولة فرض مبادرات سياسية تشمل بنود إقصائية لأطراف ليبية رئيسية، وفى مقدمتها مجلس النواب الليبى والمؤسسة العسكرية الليبية.
فيما أكد رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح أن فائز السراج لا يمتلك من أمره شيء، وأنه رهينة المليشيات المسلحة، وأصبح جزءا مما تعانيه ليبيا.
وأشار المستشار عقيلة صالح فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الليبية أنه بإمكان السراج الاعتراف بوجود إرهابيين متطرفين في صفوف المليشيات المسلحة وأن يوقف هيمنة هذه المليشيات المسلحة على مصرف ليبيا المركزى ومؤسسات الدولة السيادية، وقتها بإمكانه أن يقدم حلولا لليبيا وشعبها الذين يدفع كل يوم ثمن كل هذه الأعمال التي أوصلت ليبيا لما هى فيه اليوم فليس هناك دولة ما دامت هذه المليشيات موجودة والدولة والمليشيات المسلحة ضدان والجيش الليبى هو حامى الدستور والقانون وسيادة الدولة.
ووضع القائد العام للجيش الليبى اللمسات الأخيرة على خطة اقتحام قلب طرابلس خلال الأيام القليلة المقبلة، والتى سترتكز على عنصر المفاجأة والحسم السريع لعملية اقتحام قلب العاصمة، وذلك خوفا على حياة المدنيين ولعدم إعطاء المليشيات المسلحة فرصة لاستهداف مؤسسات الدولة الحيوية فى طرابلس.