دندراوى الهوارى

عايزين المنتخب يفوز بالبطولات.. اعتمدوا على المحليين واستبعدوا المحترفين..!!

الثلاثاء، 09 يوليو 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتبت مقالا قبل انطلاق بطولة الأمم الأفريقية 2019 المقامة حاليا بالقاهرة، تحت عنوان «كتيبة محمد صلاح أم أبناء المعلم حسن شحاتة.. من ينتصر فى صراع التاريخ؟!» حذرت فيه من تجارب مماثلة لفرق شمال إفريقيا، تونس والمغرب والجزائر، وأيضا الكاميرون وغيرهم، من الذين لديهم كتائب محترفين، ومع ذلك لم تحقق هذه المنتخبات الإنجازات الكبيرة المرجوة منهم، والتى تتناسب مع ما تضمه من نجوم تسطر انتصارات مبهرة فى كبريات البطولات الأوروبية، وغيرها. وقلت إن إنجازات مصر المدوية والحقيقية تحققت بلاعبين محليين ومدربين وطنيين، مثل فوزهم ببطولة الأمم ثلاث مرات متتالية، فى إنجاز شبيه بالمعجزات، وأخشى أن يسير المحترفون المصريون، محمد صلاح ورفاقه أحمد المحمدى وأحمد حجازى والننى وتريزيجيه وعمرو وردة وكوكا وعلى غزال، على نفس الدرب الذى سار عليه كتائب المحترفين فى دول شمال أفريقيا على وجه الخصوص.
 
وقد كان، وحدث ما حذرت منه، فالآمال كانت كبيرة، فى منتخب يضم بين صفوفه أحد أبرز أضلاع مثلث الأفضل فى العالم، محمد صلاح، والفائز ببطولة رابطة الأبطال الأوروبية مع فريقه، والمتصدر لقائمة الهدافين فى أقوى دورى فى العالم، عامين متتاليين، وزميله الننى الذى يلعب فى صفوف الأرسنال، ورأينا أداء محمد صلاح بعيدا كل البعد عن مستواه فى ليفربول، وتستشعر أنه يلعب من «أطراف مناخيره» ويحافظ على نظافة التيشيرت من «البلل بالعرق» بينما على النقيض، يأكل النجيلة ويبذل جهودا جبارة مع فريقه ليفربول فى الملاعب الإنجليزية والأوروبية.
 
أما محمد الننى، فكان أسوأ لاعب خط وسط فى البطولة، بدون منازع، وأحمد حجازى لم يظهر بالمستوى الذى كان عليه قبل احترافه، أما وردة وكوكا فحدث ولا حرج، عن سوء الأداء، ولا يصلحان أن ينضما من الأصل للمنتخب، بينما أحمد المحمدى فكان نقطة ضعف المنتخب ناحية اليمين، ولا يستطيع التقدم أو العودة للدفاع..
 
لذلك لو لعب المنتخب الوطنى بالمحليين، لكان له شأن فى هذه البطولة، فى حالة حسن الاختيار، بضم محمود كهربا وعبدالله جمعة وعمرو السولية ورمضان صبحى وصالح جمعة ومحمد هانى والمهاجم الشاب مصطفى محمد.
 
لكن وفى ظل أن وكيل أجيرى هو المتحكم فى الاختيارات تحت سمع وبصر اتحاد الكرة العار، وغياب دور هانى رمزى الفنى، كانت الاختيارات الكارثية، مثل على غزال والونش وأيمن أشرف وأحمد على ووليد سليمان، وأصبحت دكة المنتخب خاوية على عروشها، ولا يجلس عليها لاعب واحد يمكن أن يشارك أثناء المباراة ويكون نقطة تحول، مثل ناجى جدو فى بطولة 2010.
 
المصيبة الكبرى أن أجيرى ورفيق دربه لاسارتى وغيرهما من المدربين الكلاسيكيين، بجانب خبراء التحليل الفنكوشى، لديهم إصرار عجيب على اللعب بمهاجم صريح، ولا يعلمون أن الكرة الحديثة قضت على ثلاثة مراكز، الليبرو وصانع اللعب ورأس الحربة الصريح، وشاهدوا، هل ليفربول يلعب برأس حربة صريح..؟ محمد صلاح وفيرمينيو وساديو مانى، مثلث لا يوجد بينهم مهاجم صريح، ولو المنتخب لعب بمحمد صلاح وتريزيجيه وكهربا أو رمضان صبحى، لكان هناك مثلث هجومى سريع ومهارى.
 
ولو تم اختيار عمرو السولية ليلعب بجوار طارق حامد، لكان لخط وسط المنتخب شأن آخر، فى ظل التطور المذهل لمستوى السولية هذا الموسم وأدواره الهجومية والدفاعية والسرعة فى الأداء، بدلا من محمد الننى الذى لم يلمس الكرة طوال الموسم فى ناديه، ولو لعب كل من محمد هانى باك يمين وعبدالله جمعة باك شمال لظهرت حيوية المنتخب، هجوما ودفاعا.
 
كرة القدم لا تعترف سوى بالأداء القوى فى الملعب، والروح القتالية العالية والاستبسال، ورأينا منتخب جنوب أفريقيا يؤدى بشكل رائع وروح كبيرة، لأنه يلعب بفريق كامل من المحليين.
 
حقيقة ثابتة أفرزتها بطولات الأمم الأفريقية السابقة، بشكل عام، والحالية بشكل خاص، أن هناك خدعة بصرية كبرى، تتمثل فى المحترفين، فهناك إصرار من المنتخبات على ضم المحترفين حتى ولو لم تلمس الكرة أقدامهم منذ سنوات مع أنديتهم، بينما يتم استبعاد المحليين حتى لو كانوا رائعين ويؤدون بقوة فى البطولات المحلية.
 
المحليون يا سادة، خاصة لاعبى الأهلى والزمالك، تمرسوا على اللعب الأفريقى، من خلال المشاركة فى البطولات الأفريقية، واكتسبوا خبرات كبيرة، وأرجلهم فى الملعب عكس معظم المحترفين، ما عدا تريزيجيه وصلاح.. لذلك تريدون إصلاحا حقيقيا وحصد البطولات، لابد أن يكون الاختيار وفقا لمعطيات الأداء والمشاركة الدائمة مع أنديتهم، والروح القتالية والاستبسال، وليس بالشهرة والنجومية، ولذلك فإن المحليين «جعانين» كرة وشهرة، ويؤدون أفضل من المحترفين الذين يخشون على أقدامهم، ويتعاملون بأطراف أنوفهم..!!
 
ولك الله يا مصر...!!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة