أقولها كلمة لوجه الوطن وفى محبة المصريين البسطاء وأجرى على الله، إياكم أن تكرروا أخطاء الماضى القريب وتبدأوا رحلة البحث عن الخواجة الجديد الذى يتولى المنتخب، أرجوكم استحضروا روح الجوهرى وضعوا أمامكم كأس العالم 2022 وبطولة أفريقا المقبلة 2021، وفكروا قليلا فيما يفعله جمال بلماضى مدرب الجزائر وأليو سيسيه مدرب السنغال وغيرهما كثيرون من المدربين الوطنيين فى القارة الأفريقية، أو استرجعوا دروس مواجهة مصر وروسيا فى كأس العالم الماضية.
كان الفارق بين طريقتى إعداد مدربى مصر وروسيا وإدارتهما للمباراة هو الفارق بين الخواجة الأجنبى والمدرب الوطنى، الخواجة يضع الخطة الفنية وطريقة اللعب ويشرف على توزيع الأحمال ومراقبة جاهزية اللاعبين فنيا وبدنيا، والمدرب الوطنى يفعل كل ذلك، لكنه يزرع الروح والحماس فى لاعبى المنتخب ليجعلهم مقاتلين فى الملعب وليسوا مجموعة من المرتعشين الخائفين المرتبكين المعرضين للانهيار مع أول هدف يدخل مرماهم.
أذكر أننا، قبل مونديال روسيا حذرنا كثيرا من اللعب فى كأس العالم بنفس الطريقة العقيمة ومجموعة اللاعبين غير المنسجمين رغم وجود الأفضل فى الدورى المحلى، لكن مجموعة المنتفعين فى الجبلاية كانت من البجاحة أنها تفضل السبوبة على مصلحة البلد وطموحات المصريين، ولم تلتفت لجميع النداءات والتحذيرات والنصائح بضرورة توجيه الشكر لهيكتور كوبر بعد مباراة غانا فى كوماسى والبحث عن مدرب وطنى من عينة حسام حسن أو حسن شحاتة ليقود المنتخب فى المونديال ويصحح طريقة لعبه ويوازن بين العناصر المحلية الموهوبة والقادرة على تمثيل بلدها والعناصر المحترفة، وساعتها اعتبر الأشاوس فى الجبلاية كلامنا رجسا من عمل الشيطان وجحودا للرجل صاحب الجميل الذى أوصلنا للمونديال بعد 28 عاما من الغياب، إلى آخر الهرى الفارغ الذى تعرفونه والذى يخفى الفساد والسبوبة والعجز عن الإدارة الرشيدة وعن استشراف المستقبل.
المفاجأة التى لم يرها ولم يتعلم منها الأشاوس فى الجبلاية أن الغالبية من المنتخبات المتأهلة لمونديال روسيا 2018 يتولى إدارتها مدربون وطنيون، ومن بين 32 منتخبا يتولى إدارة 20 منتخبا منها مدربون وطنيون، كما أن المصنفين العشرة الكبار بين منتخبات العالم، البرازيل وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا وإنجلترا وفرنسا والسويد والأرجنتين وسويسرا، يتولى إدارتها مدربون وطنيون، كما أن المنتخبات الستة عشر المتأهلة كان يتولى إدارة أربعة عشر منتخبا منها مدربون وطنيون، ويمكنكم الرجوع إلى إحصائيات المونديال.
والأغرب أن نفس السبوبجية فى اتحاد الكرة الذين تسببوا فى ظهور منتخبنا بالمظهر السيئ وعجزه عن تحقيق نتائج مرضية، أصروا على عماهم وتكبرهم وإغفالهم المصلحة الوطنية، لأنهم لم يجدوا من يحاسبهم على كوارثهم فى المونديال، وتعاقدوا مع المشبوه أجيرى مدرب ريال سرقسطة الإسبانى السابق، والمتهم فى فضيحة التلاعب بنتائج المباريات الشهيرة عام 2011، وواصلوا حرق دم مائة مليون مواطن غلبان يبحث عن سعادته فى تشجيع منتخب بلاده.
تناست مجموعة المنتفعين فى الجبلاية أن محمود الجوهرى كان مدربا وطنيا وحقق إنجازات مع المنتخب، وأن حسن شحاتة كان مدربا وطنيا وحقق نتائج مبهرة مع المنتخب على صعيد المنافسات القارية، وحتى حسام حسن حقق نتائج مبهرة مع منتخب الأردن، وميزته الكبرى أنه يستطيع بناء فريق من اللاعبين الموهوبين غير المشهورين ويناطح بهم الفرق الكبيرة، وهذا بالضبط ما نريده من منتخبنا، لكن مسلسل الانهيار الإدارى واستقدام الخواجات بحجة التطوير هو ما أدخلنا عصر الظلمات الكروية، بينما تبعث الاتحادات الأفريقية والعربية مدربيها الموهوبين للتعلم فى أوروبا ويعودوا ليتولوا المنتخبات الوطنية فى أعمار سنية مختلفة حتى الفريق الأول ويحققوا النتائج الكبيرة.
أيها السادة، إياكم والتفكير بأن هناك متسعًا من الوقت بيننا وبطولة أفريقيا المقبلة 2021 ومونديال 2022، واسمحوا لى، هذا هو نمط التفكير الخاطئ والمتكاسل والمحبط، والذى يؤدى إلى الفشل ومزيد من إحباط الناس، علينا أن نتعلم الدرس بسرعة، وإياكم أن تظنوا أن المصريين سيسمحون لكم بالفشل فى التأهل للمونديال 28 سنة أخرى أو بمزيد من الفشل والفساد والتسيب، خاصة بعد مضاعفة مقاعد أفريقيا المخصصة للمشاركة فى كأس العالم.
التخطيط للمستقبل يبدأ باختيار جهاز فنى وطنى للمنتخب بتكليفات محددة حتى 2022، وأولها المنافسة على بطولة أفريقيا المقبلة، والتأهل للمونديال والعمل على تحقيق نتائج طيبة، وهذا الإنجاز يقتضى بناء 3 منتخبات أساسية، المنتخب الوطنى الأول والمنتخب الأولمبى ومنتخب الشباب، على أن يكون الإشراف الفنى والإدارى النهائى على المنتخبات الثلاثة مسؤولية المدير الفنى للمنتخب الوطنى وجهازه المعاون، دون أن يتعارض ذلك مع الصلاحيات الممنوحة للمديرين الفنيين للمنتخبين الأولمبى والشباب، استحضروا روح الجوهرى يا جماعة الخير، وقدموا الالتزام على الموهبة، واعلموا أن كرة القدم روح المصريين، كما أنها صناعة ثقيلة واستثمار طويل المدى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة