خلال سنوات انعقاده أصبح مؤتمر الشباب حدثا مهما يراكم المزيد من الخبرات والأفكار فيما يتعلق بالإدارة وتطوير الأداء العام، وطرح القضايا الساخنة على مائدة البحث فى حضور الرئيس ومؤسسات الدولة بشكل يجعل النقاش مباشرا من دون وسائط، وتشارك فيه الأطراف المختلفة فى الحكومة والدولة بما يمكن أن ينعكس فى اتخاذ القرار بناء على هذا النقاش.
وقد ظهرت نماذج ملهمة لشباب اصحاب قصص نجاح، وهى نماذج منوعة اجتماعيا وثقافيا، وفى نفس الوقت تم عرض حالة قرى تم اختيارها ضمن مبادرة «حياة كريمة»، ولم يتم إخفاء حالات القرى وحاجاتها لكل تفاصيل الحياة الإنسانية، فى إشارة إلى عدم تجاهل التفاصيل المتعلقة بأحوال اجتماعية صعبة تستلزم تحركا من الدولة والمجتمع الأهلى لإعادة بنائها فعليا اجتماعيا.
المؤتمر الوطنى للشباب فى نسخته السابعة ينعقد هذه المرة فى العاصمة الإدارية الجديدة وشاهدنا حجم العمل والمسافات التى قطعتها الدولة فى إنجاز هذا المشروع الضخم فنحن لسنا أمام مجرد واحدة من المدن الجديدة، لكن عاصمة مترامية الأطراف بحجم دولة متوسطة، تتضمن كافة تفاصيل العاصمة الحديثة القابلة للنمو ومتصلة مع باقى الدولة، وقد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى، أنه تم اختيار ما يقرب من 50 ألف موظف حكومى لتدريبهم وتأهيلهم للانتقال إلى العاصمة الجديدة، وأن عمل هؤلاء سيكون من خلال التكنولوجيا الحديثة.
النماذج الشابة التى تم اختيارها فى الفيلم التسجيلى أثناء الافتتاح قصص ملهمة، بين بطلة فروسية من ذوى القدرات الخاصة، وشاب فقد ساقه فى حادث وواصل حياته بإنجاز، وسيدة نجحت فى مشروع عربة طعام، وفتاة حصلت على أفضل مغنية أوبرا فى فرنسا، وشاب قدم مبادرة سيارة الحواديت لنشر الثقافة فى القرى بين الأطفال، وهى نماذج متنوعة اجتماعيا وثقافيا ولكل منهم تجربة مهمة فى تحقيق إنجاز.
كانت حالة هديل ماجد هى فاكهة مؤتمر الشباب، وهزت بقصتها وغنائها الحضور، كاشفة عن قصة فتاة ناجحة تحدث ظروف صعبة، وأيضا قصة كفاح أم حملت مسؤولية مساندة ابنتها منذ كانت طفلة تعانى الكثير من المشكلات الصحية، واصلت أم هديل مساندة الابنة حتى فازت عن مصر فى الملتقى الدولى لفنون ذوى القدرات، وغنت بصوت رائع هز كل الحضور فى مؤتمر الشباب.
وبجانب النماذج الملهمة للشباب فى المؤتمر، كانت محاكاة الدولة هى الأخرى عاكسة لحجم التقدم الذى تحقق فيما يتعلق بشباب البرنامج الرئاسى، حيث كانت مشاركة الشباب فى طرح ومناقشة القضايا المختلفة للإصلاح الاقتصادى وتطوير النظام الإدارى، فقد تجاوزت المناقشات الحديث العام والإنشائى إلى استيعاب للقضايا المطروحة بكل تفاصيلها الدقيقة، كان هناك استعراض بالمعلومات للخطوات التى تمت فيما يتعلق ببرامج الحماية الاجتماعية، وأيضا إدارة الأزمات وتوقع ردود الأفعال فى المجتمع، عند اتخاذ القرارات، والتفاصيل المتعلقة بها.
وجاءت مراسم تخرج الدفعة الأولى من الشباب الأفريقى، ضمن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة التى كانت توصية لمؤتمر الشباب فى شرم الشيخ نوفمبر الماضى، لتكشف عن تجاوز المؤتمر لدوره المحلى إلى أفريقيا ضمن توجه الدولة المصرية تجاه الأشقاء فى القارة، وهى مساحة من التفاعل العملى مع القارة.
كل هذه الملامح تشير إلى أن مؤتمر الشباب أصبح قادرا على إنتاج ثمار واضحة تؤسس للمستقبل.