- تقنيات «DNA» وتتبع خطوط سير خلايا الإرهاب تأكيداً على أهمية التكنولوجيا فى البحث والوقاية من الإرهاب
- مئات من رجال الأمن عملوا منذ اللحظة الأولى فى فرق مع مراكز للتحليل وربط الوقائع
منذ اللحظة الأولى لوقوع التفجير الإرهابى، أمام معهد الأورام تحركت أجهزة الدولة المختلفة، وفى القلب منها أجهزة البحث والمعلومات والأدلة الجنائية والأمن الوطنى والأجهزة السيادية المختلفة لفك طلاسم الحادث الإرهابى، وخلال ساعات تم إصدار بيان أولى يشير إلى تنظيم حسم الإرهابى.
وتتابعت المساعى لحظة بلحظة لبناء تصور حول الحادث ومطاردة مرتكبيه. وهى عملية ليست سهلة حيث البحث خلف آثار تفجير وأشلاء وكاميرات لتتبع خطوط سير جرت على امتداد القاهرة وضواحيها والفيوم.
عمل متواصل من أجهزة المعلومات والأمن والمباحث والأدلة الجنائية والطب الشرعى، متابعة كاميرات مطابقة بصمة وراثية، تحليلات «DNA».. فرق عمل تعمل معا وتتواصل وتتبادل المعلومات وأجهزة تحلل هذه المعلومات وتحاول تربيط الخيوط المتشعبة، وقطع البازل المتعددة والمعقدة وصولًا لتكوين صورة كاملة حول الحادث الإرهابى وتفجير سيارة مفخخة أمام معهد القومى للأورام بقصر العينى أمام جزيرة المنيل.
حيث تبين أن مرتكب التفجير هو عبد الرحمن خالد محمود عبد الرحمن، واسمه الحركى «معتصم» عضو حركة حسم التابعة لتنظيم الإخوان، ومعه عدد آخر من أفراد الخلية قاموا بالرصد وتوفير المعلومات وجلب وتركيب المتفجرات، وجهزوا السيارة المفخخة التى انفجرت أمام معهد الأورام.
كان الكشف عن الخلية التى خططت ونفذت العملية عملًا معقدًا احتاج العمل الدقيق من فرق تتضمن مئات من رجال الأدلة الجنائية والمباحث والمرور والأمن الوطنى، واصلت الليل بالنهار لحين التوصل لمرتكبى الحادث من الإرهابيين التابعين لحركة حسم الإخوانية.
التى ورد اسمها كمسؤول عن العملية الإرهابية بعد خمسة عشر ساعة من وقوع التفجير. وبالرغم من نفى تنظيم الإخوان لمسؤولية الحركة التابعة له عن العملية إلا أن التفاصيل كانت كاشفة عن كون التنظيم فى عدائه للدولة والشعب لا يفرق بين مريض بالسرطان أو عابر بالشارع أو سائح الكل عدو للجماعة ورجالها يمثل هدفا للإرهاب الساعى لقتل المصريين.
ربما كانت هناك بعض المصادفات دفعت بالعملية للحدوث فى هذه النقطة أمام معهد الأورام لتؤكد عددًا من الحقائق عن حجم ما تكنه الجماعة من عداء للشعب.
ولهذا فقد كانت أجهزة البحث والمعلومات تسير وراء خيوط دقيقة تقود الى تنظيم حسم، الذى حاولت قنوات دعم الإرهاب فى الخارج تدافع عنها وتخترع قصصا وسيناريوهات للتشويش عن الحقيقة وإبعاد الاتهام عن حسم، خاصة أن التفجير أمام معهد الأورام أسقط ضحايا أبرياء ومرضى، ولهذا صدرت التعليمات لكوادر اللجان والجماع بالتشويش، وإبعاد التهمة لتخفيف وقع العملية التى تضاعف من مشاعر المصريين بل والعالم تجاه التنظيمات الإرهابية.
لكن أجهزة البحث كانت لها رأى آخر وسارت وراء الخيوط التى تؤكد ضلوع التنظيم فى التفجير وقتل الأبرياء والمرضى بلا تردد من قبل كوادر التنظيم المغسولة عقولهم.
العربيه
نحن أمام عشرات وربما مئات الخبراء ورجال البحث والأدلة الجنائية والطب الشرعى بدأوا منذ اللحظة الأولى تجميع الخيوط، وإعادة بناء التصور، باستخدام أعقد أدوات التكنولوجيا، والكشف والطب الشرعى والتحليلات للأنسجة وعزل أنسجة الإرهابى الانتحارى عن باقى الأشلاء التى تتعلق بشهداء وضحايا التفجير، وهى عملية معقدة استلزمت الكثير من الوقت والجهد.
وكشفت النتائج عن تطور كبير فى عمل أجهزة المعلومات والأدلة الجنائية التى أصبحت تستخدم تقنيات حديثة تساهم فى الكشف السريع وربط الخيوط. فضلا عن تقديم معلومات مؤكدة تحمل قدرا من الدقة تقود إلى الخلايا الإرهابية.
لعبت الكوادر المدربة لأجهزة البحث فى أكثر من موضع عن التقدم فى عمليات البحث والكشف، وسبق وأن نجحت التقنيات فى تكوين صورة الإرهابى الانتحارى الذى فجر الكنيسة البطرسية، خلال ساعات من خلال تحاليل «DNA»، وتقنيات إعادة تشكيل الصورة بكمبيوتر، وهو نفس ما جرى فى تفجير أمام معهد الأورام. حيث بذلت أجهزة الطب الشرعى والأدلة الجنائية جهدا لتربيط الخيوط ومقارنة أنسجة بقايا الإرهابى بأسرته للتأكد منن شخصيته، وفى نفس الوقت كانت هناك فرق أخرى تتابع مسار الإرهابى قبل ارتكاب الجريمة، من خلال كشف لقائه مع أسرته لوداعهم فى حديقة الأزهر.
ومن خلال تتبع الكاميرات فى النزهة وصلاح سالم تم تتبع خط سير السيارة والتقاط مكان انطلاقها من وكر الإرهابيين فى الشروق بإحدى شقق الإسكان الاجتماعى وخلال ذلك تم القبض على حسام عادل أحمد محمد واسمه الحركى، معاذ أحد عناصر الرصد والدعم بحركة حسم الذى أضاءت اعترافاته معلومات عن أوكار الخلايا فى الشروق والفيوم، وعلاقة الخلية بقيادات الإرهاب بالداخل والخارج ومنهم عبد الرحمن جمعه محمد حسين وإبراهيم خالد محمود، شقيق الانتحارى وإحدى وسائل الاتصال وتلقى التكليفات من كوادر حسم بالخارج ومنهم أحمد محمد عبد الرحمن عبد الهادى.
تحركت أجهزة الضبط بعد استئذان النيابة للقبض على أعضاء الخلايا المتورطة فى التخطيط والتنفيذ والمراقبة بالفيوم والشروق .
وفى هذا إجابة على ما تسعى بعض منصات الدعاية لتروجيه عن أن أعضاء الخلايا هم من المختفين قسريا، بينما كل القصص السابقة عن المختفين اتضح أنها من اختراع تنظيمات الإرهاب وجزء من عمل لجان مختلفة للتلاعب، حيث تكرر أن ظهر مختفون مبلغ عنهم بين مقاتلى تنظيم داعش، أو خلايا حسم.
ومن هنا تأتى أهمية التكنولوجيا والتقارير المعلوماتية الموثقة التى تؤكد التخطيط وخطوط السير للإرهابيين، حيث كانت تفريغ كاميرات أمام معهد الأورام حوله بداية الخيوط وقدمت تسجيلا لدخول السيارة المفخخة عكس الطريق حتى انفجارها، بالإضافة لتسجيل لقاء الإرهابى بأسرته لوداعهم، وخطوط سير السيارة من الشروق وصلاح سالم وغيرها، وتسجيلا لمكالمة بين محمد عايش الإرهابى الهارب وشقيق الانتحارى التى يسأل فيها عايش شقيق الانتحارى عن أخيه فيخبره أنه قابله ولا يعرف أين ذهبا وواضح أن عايش كان يحاول استكشاف التفاصيل، واضح أن الانتحارى كان مكلفا بنقل المتفجرات لكنها انفجرت بعد أن دخل بالاتجاه العكسى عن طريق الخطأ الأمر الذى أفسد الهدف منها وهى تفاصيل سوف تتكشف بعد اكتمال جهود الأمن وأجهزة البحث والمعلومات.
هذه التفاصيل والمعلومات المعلنة حتى الآن تكشف عن جهود أجهزة البحث، وأيضا تنفى ادعاءات الاختفاء القسرى أو سيناريوهات الدعاية الوهمية التى اخترعتها الجماعة الإرهابية للتغطية على العمليات الإرهابية من جهة، ومواجهة الغضب الشعبى على الجماعة الإرهابية التى تستهدف الأبرياء والمرضى من جهة ثانية.
بداية الاتجاة العكسى من طريق سور مجرى العيون ومنه الى كفر جنيدى بهناباى ثم الوصول لمعهد الاورام
وكل هذه التفاصيل التى تكشفت حتى الآن، تؤكد جهد الأجهزة المعلوماتية، وأيضا تؤكد أهمية التقنية الحديثة وتضاعف من أهمية توسيع دوائر الكاميرات والمراقبة بالشوارع، مثلما هو حادث فى كل دول العالم، وهى أدوات مهمة ليس فقط لمنع الجريمة والإرهاب، لكن أيضا لتسهيل التوصل للمعلومات من قبل أجهزة البحث.
حيث يفترض الإسراع فى استكمال مشروع مراقبة العاصمة والمدن والقرى بالكاميرات. يضاف إلى ذلك أهمية الكوادر المدربة والمحترفة فيما يتعلق بالبحث والتحليل. حيث كان لرجال الطب الشرعى والأدلة والمتفجرات، والبصمة الوراثية دورا بطوليا فى مطابقة البصمة الوراثية للأشلاء مع أفراد أسرة الانتحارى عبد الرحمن خالد محمود.
وكشف ملابسات حادث انفجار السيارة أمام المعهد القومى للأورام، وجمع المعلومات وتحليلها بمعرفة قطاع الأمن الوطنى ودور كل هذا فى كشف ملابسات الحادث بجانب عمليات الفحص وتتبع خط سير السيارة قبل التنفيذ وصولا لسيرها عكس الاتجاه بطريق الخطأ بشارع كورنيش النيل حتى منطقة التفجير.
وبعد النتيجة التى ظهرت، بالإعلان عن مرتكبى الحادث وخطوط سير المتهمين قبل وبعد التفجير، تشير إلى أن الدولة بأجهزتها المختلفة تحركت منذ اللحظة الأولى سواء لإزالة آثار العملية الإرهابية، وإعادة معهد الأورام لحالته كإحدى أهم المنشآت الطبية، وفى نفس الوقت تكشف النتائج عن إدارة محترفة من قبل أجهزة المعلومات والتحرى والبحث والطب الشرعى والبصمة الوراثية والمرور، وهذا العمل المحترف فى فرق مع ربط وتحليل من الأمن الوطنى.
وإذا كان واردا أن تقع عمليات إرهابية مع وجود تنظيمات وجماعات تعيش وسط الناس وتمارس عملا عدائيا، فإن العمل الاحترافى يمنح الأجهزة السبق فى المواجهة والكشف.