أجواء إيمانية خالصة تسيطر على منطقة منى بالأراضي المقدسة خلال هذه الأيام، حيث تكتسي مدينة الخيام باللون الأبيض، في ظل تواجد ضيوف الرحمن بها لرمي الجمرات ورجم الشيطان.
وتأتي هذا المشاهد الروحانية إقتاءً بسيدنا وأبونا إبراهيم عليه السلام، الذي رجم الشيطان عندما اعترض طريقه، لدى ذهابه لذبح ابنه وفلذة كبده إسماعيل عليه السلام، إمتثالاً لأمر الله، قبل أن يأتي الفداء من السماء.
وفي مشهد روحاني مفعم بالإيمان يرمز لرجم الشيطان وإعلان التمرد عليه لخروجه من حياتنا، يتدفق حجاج بيت الله الحرام على جسر الجمرات ابتداءً من اليوم بعد أن باتوا في منى الليلة الماضية استعدادًا لرمي الجمار الثلاث، أو يقضون يومين لمن أراد التعجل، مصداقاً لقوله تعالى "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ".
وتعرف هذه الأيام بـ "أيام التشريق"، حيث يبدأ من اليوم الحاج رمي الجمرات الثلاث بدءاً من الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى بسبع حصيات لكل جمرة، يكبر مع كل حصاة، ويدعو بما شاء بعد الصغرى والوسطى مستقبلًا القبلة رافعاً يديه، ويتجنب مزاحمة ومضايقة إخوانه المسلمين.
وإذا رمى الحاجُ الجمارَ يوم غد " ثاني أيام التشريق " كما فعل في اليوم الأول أباح الله جل وعلا له الانصراف من منى إذا كان متعجلاً وهذا يسمى النفر الأول ، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير بشرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث.
وفي اليوم الثالث من أيام التشريق يرمي الحاج كذلك الجمرات الثلاث كما فعل في اليومين السابقين ، ثم يغادر منى إلى مكة ويطوف حول البيت العتيق للوداع ليكون آخر عهده بالبيت امتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم الذي قال "لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت" ، وفي ترك طواف الوداع دم لأنه واجب ، ولا يعفى منه إلا الحائض والنفساء ثم الرحيل من مكة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة